Our sponsors

10 مايو 2012

شريط حياة إنسان يحلق إلى القمر في [To the Moon]


 يوماً بعد يوم يتأصل إيماني أن ألعاب الفيديو جيمز ليست عبارة عن رسوم قوية و تحكم مميز , لا , ألعاب الفيديو جيمز تستطيع أن تكون فناً تتذوقه بكل متعة , تستطيع أن تأخذك لأفق أخر مختلف عن ما هو موجود , لعبة To the Moon واحده من الألعاب التي عرضت لنا أحد جماليات فن الفيديو جيمز , و أثبتت أن ألعاب الفيديو جيمز الأبداع بها ليس لها حدود أو قيود , و أن من الممكن تجاهل بعض عناصر ألعاب الفيديو جيمز الأساسية لكن في المقابل تستطيع أن تبدع في جوانب أخرى , To the Moon قدمت لنا درس أخر لن يفهمه ابداً اصحاب العقول السطحيه الذين يعتقدون أن المظاهر هي الأساس .

To the Moon لعبة من تطوير فريق تطوير صغير تحت اسم Freebird Games و بقيادة مخرج اللعبة Kan Gao , أسلوب اللعبة يحمل عناصر من ألعاب الـ RPG إضافه إلى عناصر ألعاب الـ Point and Click , صدرت اللعبة خلال عام 2011 و حصدت جوائز عديده مثل لقب أفضل قصة خلال عام 2011 من قبل موقع GameSpot , و لقب أفضل تقييم من قبل اللاعبين من قبل موقع Metacritic , إضافه إلى ترشيحات مختلفه مثل أفضل نهايه , أفضل موسيقى , أفضل لحظة , اللعبة نالت على معدل مراجعات 81.53% طبقاً لموقع GameRankings , بينما نالت على تقييم 8 من 10 من موقع GameSpot , و تقييم 7.5 من موقع IGN .

نبذة :

الدكتوره "إيفا روزلين" و الدكتور "نيل واتس" موظفان في شركة "سيجموند" التي توفر تقنية ثورية و التي تتيح للأشخاص الذين يحتضرون و على وشك الموت أن تمنحهم فرصة في تنفيذ أخر أمنية لهم أياً كانت , و ذلك عن طريق جهاز معين يسمح لهولاء الطبيبان الدخول إلى ذكريات الشخص المحتضر و تعديلها بحيث تمنحه ما يريد , لكن واجها الدكتوره "إيفا روزلين" و الدكتور "نيل واتس" زبون غريب الطبع يدعى "جوني ويلز" الذي لديه أمنيه بسيطه , فقط يريد الذهاب إلى القمر ! و لكي يعرفا الدكتوره "إيفا روزلين" و الدكتور "نيل واتس" السبب وراء هذه الامنيه فيحتم عليهم الدخول إلى ذكرياته و مشاهدة شريط حياته من مرحلة الشيخوخه إلى مرحلة الطفوله .

شريط حياة إنسان

 إنطباعي :

لعبة To the Moon بالطبع ليست لعبه مثاليه و ذو تجربه متكامله بمعايير الفيديو جيمز , فـ رسومها بسيطه من برنامج RPG Maker XP  و تملك عناصر تحكم فقيره جداً , لكن من يهتم ؟ المهم هنا بما أن ألعاب مثل هذه تمنحك شيئاً مختلفاً عن بقية ألعاب الفيديو جيمز , هذه اللعبه كان عنصر الإبداع بها هو قصتها التي تحمل صبغه دراميه عاطفيه رومانسيه , حيث مثل هذا التصنيف من قصص ألعاب الفيديو جيمز يعاني من فقر كبير إن لم يكن موجوداً من الأساس , حتى أكون واضحاً أكثر اللعبة أستطيع أن اصنفها تحت نوع من الألعاب التفاعليه أو الألعاب الروائيه , فـ كل روعة اللعبة ينصب في جانب القصة , و كل شيء يقودك إلى الخوض في غمار تجربة تلك القصه و التي تعتبر هي أساس اللعبه كلها , فحينما تلعب اللعبه لا تنتظر شيء منها في عناصر التحكم أو الرسوم بل هيأ نفسك لدخول تجربه قصصيه من أروع ما يكون , و أنا حينما أقول القصة ليس مجرد القصة نفسها متجرده من أي عناصر أخرى , بل أن اللعبة أبدعت في حبكة القصة و طريقة عرضها من بدايتها إلى نهايتها , و ما بها من شخصيات تشعر أنها تحمل أرواح بداخلها , إضافه إلى أن فكرة القصة نفسها فكرة عبقريه و مجنونه حيث تم تطبيقها على أكمل وجه , فـ مجرد فكرة الأنسان حينما يصل إلى أخر مطاف حياته و يجد الأمل الوحيد في تحقيق أخر أمنيه يحلم بها هذا الشعور لوحده مؤثر , رغم أن هذه الفكره مجرد قشرة قصة اللعبة , وصولاً إلى مشاهدة شريط ذكريات إنسان و عرض شامل لتاريخه الذي يعيش تجربه عاطفيه و حياة صعبه و طريق مؤثر مليء بالدراما , فـ أنت هنا تشاهد رحلة حياة إنسان تتأثر بها بما تحتويه تلك الحياه من لحظات حزينه و لحظات سعيده , و في كل مرة تتقدم في اللعبة تتعرف أكثر على شخصية "جوني" و ماضيه من شيخوخته إلى شبابه وصولاً إلى طفولته و تتسائل أكثر حول فحوى أمنيته لماذا يريد الذهاب إلى القمر ؟! لتصل اللعبة لمواقف مؤلمه و مؤثره تحمل الكثير من الاحاسيس الجياشه و المشاعر الدافئه خصوصاً حينما يظهر لنا الكثير من الأحداث الغير متوقعه و تعرض لنا نهاية عاطفيه جميله .

أمنيتي الذهاب إلى القمر !

 شخصيات اللعبة لم تكن هامشية فـ هناك عمل ممتاز في تجسيد تلك الشخصيات و ذلك عن طريق عرض الحوارت بينهما و التي بعضها يحمل طيفاً من المشاعر العميقه , أو هناك الحوارات الطريفه و المواقف المضحكه التي لم اتوقع وجودها في اللعبه و تحمل نصيب و جزء أخر من أحداث اللعبه بشكل عام , مثلما يحدث بين شخصية "إيفا" و "نيل" اللذان يملكان نظرة مخلتفه عن الأمور , فـ "إيفا" تعتبر شخصية متزنه و لديها أسلوب أكثر نضجاً , بينما "نيل" المتهور الساذج و الذي لا يتوقف عن التذمر و إطلاق النكت , و كلاهما أعطوا جو جميل للعبه من البساطه و الكوميديا , طبعاً لا أنسى شخصية "جوني" الرجل الذي سوف تشهد مراحل نشأته بحيث يملك جانب غامض و يحمل الكثير من الأسرار الدفينه , و لكنني شخصياً رغم أن اللعبة أعطت جرعة كاملة من التجربة الدراميه لكنني لم احبذ وجود نصيب كبير من الكوميديا فـ هنا أشعر يوجد تناقض في الأحداث و تجعلك متقلب المشاعر , رغم أن الجانبين العاطفي و الكوميدي كان ممتاز جداً بحيث لا يمكن أن تتضجر منها لكن مزجهما مع بعض جعل اللاعب في حالة تصدام في في احاسيسه فـ هل يجب عليه أن يبتسم أم يحزن ؟

ما هو سر هذه المناره ؟

 الجميل أن الحوارات في اللعبه بسيطه لا تحمل أي تكلف بحيث تستطيع فهمها بسهوله و تصل للقلب بسرعه , الجانب الأخر من روعة اللعبة هو أنها لم تكتفي بـ عرض قصتها الدراميه بل أنها مزجت ذلك بـ موسيقى رائعة تلهب المشاعر و تعلق في الذهن , فـ مقطوعات اللعبة جميعها تقريباً هي موسيقى بيانو و لكن طريقة العزف احترافيه و تمنحك شعور بالقشعريره , ما لم يعجبني في اللعبة أنها لم تكلف نفسها العناء في جوانب التحكم و خصائصه , فـ كل ما تفعله تقريباً هو المشي و تجميع قطع الذكريات و قراءة الحوارات , لا يوجد هناك أي عنصر تحكم حقيقي , كان بإمكانهم أن يضيفوا بعضاَ من الألغاز الحقيقه أو إضافه بعضاً من العقبات المختلفه , و هذا ما جعل اللعبه بشكل عام مجرد تجربه قصصيه روائيه أكثر من كونها لعبة فيديو جيمز , و هذا بالطبع لا يعتبر اي سلبيه في اللعبة بما أنك تستمتع بمشاهد هذا السحر الذي قدمته و تلك التجربه العاطفيه الخالده , فاللعبة بلا شك سوف تمنحك تجربة روائية متكامله سوف تستمتع بها حتى و لو لم تجرب اي لعبه من هذا النوع أو حتى و لم يعجبك جوانب في اللعبه , لكنك بلا شك سوف تدخل القصه و شخصياتها و أحداثها في قلبك , فـ هي تحمل كميه كبيره من الدراما التي تجعل قلبك ينبض لها , ألعاب مثل هذه بلا شك تصرخ للجميع أن ألعاب الفيديو جيمز فن ليس له حدود أو قوانين تحكمه , الكل يستطيع أن يبدع بطريقته الخاصه , و حتى تفعل ذلك لا يتوجب عليك أن تضخ الملايين من النقود أو تصميم محركات خارقه , لا ابداً , ابداً , يمكنك بث في اللعبه عناصر فنيه تحميل الكثير من الأبداع و إظهار المواهب الراقيه و لو بإمكانات بسيطه .

اللعبة فقط ... مختلفه


0 التعليقات:

إرسال تعليق