Our sponsors

4 يونيو 2009

هل تشعـر بــها ؟ !


عندما كنا نسمع بالزلازل و البراكين .. و نشاهدها في التلفاز و الصحف .. و نقرأها في كتبنا المدرسية .. لم يعتقد أحد عندما كنا في هذا الماضي أن سيصيبنا شيئاً منها و كأننا معصومين عنها .. فهنا في غرب السعودية و في قرية العيص التي تبعد تقريباً 200 كيلو متر عن المدينة المنوره .. و ما حول العيص من المرامية و القراصه إلى أملج و ينبع .. و بحكم أنني اعيش في ينبع و و لا افتخر بذلك.. كان في البداية مجرد حديث مجالس عن زلازل العيص و تقليل من حجمها لكن بدا الأمر واقعاً يجب أن نتعايشه ..

فالآن تم أخلاء العيص من سكانها و تم أغلاق المدارس و الصلاة هناك لم تقام و كذلك البقالات أصبحت خاوية .. باختصار اصبحت الآن العيص قرية مهجوره .. ففي ينبع هنا لم يمضي يوم إلا و الجميع يتحدث عن هذه الهزات و مدى ضررها .. فالبعض قلل من أهميتها و البعض قال أن لو ثار البركان ليصبح تسونامي كما حدث في اندونيسيا .. و في كل يوم دراسي يتسائل الطلاب : هل شعرت بها ؟ أو " حسيت فيها ؟ "

لا ينكر أحد حتى الجيولوجيين أن هناك نشاط بركاني واضح .. حيث يقال بأن الحمم ترتفع 4 كيلو و تنزل 8 كيلو للبحث عن القشره الضعيفه لأختراقها ثم ماذا ؟ اللهم سترك ..

يوم الأحد الماضي .. كنت أشاهد فيلم Speed الساعة الحادية عشرة عندما شعرت بها ..
كانت مثل الموجات الصغيرة التي مرت على رأسي بحكم أنني كنت متكأ على وسادة .. كانت مجرد ثواني .. بدأ يحدث "انسداد في النفس" ان صح التعبير من استكمال الفيلم .. أخبرت الجميع .. و لم يصدق أحد .. و في المدرسة كان هناك فئة قليلة ممن شعروا بها .. و لكن من يقول أنه شعر بزلزال يلاقى بالسخرية و الاستهزاء .. لذلك احتفظت بما شعرت به لنفسي ..

أمس يوم الثلاثاء .. عندما كنت اشاهد القناة الأولى السعودية التي تعرض برنامج عن الزلازل و البراكين و الحديث عنها بإسهاب .. و في نفس المكان شعرت بها كانت أطول من الأولى .. ركضت و قلت للجميع من في البيت " هل شعرتوا بها ؟ قالوا بصوت واحد: لا .. عدت لمكاني و شرعت في قراءة رواية أجاثا كريستي الافيال لا تنسى .. و بعد دقائق أتى أخي إليّ و قال: هل شعرت بها ؟ قلت: ماذا ؟ الآن أم لاحقاً ؟ قال: لقد سمعتك عندما سألتهم .. و كان هو للتو استيقظ من السرير و شعر بهزة السرير و شك في ذلك .. و مع ذلك احتفظ هذا لنفسه .. قال لي اخي الأكبر بأن هذا الهزة التي تشعر بها ربما من مرور الشاحنات ! استكملت قراءة الرواية مع شعور بالغثيان و بعد بضع دقائق قبل اذان العشاء .. حدثت الهزة الأقوى .. و الأطول .. كانت النافذة التي بجانبي تهتز و تصدر صوتاً مروعاً .. غريزياً ابتعدت من النافذه كما يوصى به الدفاع المدني و ظل الزلزال مستمراً و اذا ارى أخي الكبير في الغرفة المقابلة صرخت عليه : هل شعر بها ؟ دخل أخي للغرفة و عينيه متسعتان و قال: الآن أشعر بالخوف .. فقد وصف لي بأنه كان على الكرسي و شعر و كأنه في سفينه و الامواج تتلاطم من حوله ..

الأمر بالفعل مخيف .. و هذا الاهتزازت التي شعرت بها في ينبع هي مجرد ارتداد لما يحدث في العيص .. فكيف قوة الهزة التي يشعرون بها هناك اذا انا شعرت بهذه ؟ .. عند حدوث مثل هذه الهزات تشعر بالفعل بغثيان و لا تريد القيام بأي نشاط سوى التفكير .. فقد وصل درجات الهزات إلى 5 بمقياس ريختر .. فكما يقولون الجيولجيون بأن من 1- 3 هزات صعيفة لا تشعر بها ..و من 3-5 هزات صعيفة تشعر بها .. و هي ما تحدث في العيص و ما حولها.. و من 5-7 و هي الأكثر دماراً ..

اللهم نعوذ بك من الزلازل و البراكين .. اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق