Our sponsors

27 أكتوبر 2010

[النمر الأبيض] يحكي حقيقة الهند لـ الكاتب [آرافيند أديغا]


الكاتب : آرافيند أديغا .
تاريخ النشر : 2008 .
النوع : دراما .
الناشر العربي : ثقافه - مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم .
   

نبذه :
 

"بالرام حلوي" أو "مونا" أو "النمر الأبيض" , خادم و سائق و فيلسوف و رجل أعمال و قاتل , خلال دورة سبعة أيام و تحت ضوء الثريا يروي بالرام قصته . ولد بالرام في قرية تقع في القلب المظلم من الهند , و هو ابن لرجل يعمل في سحب العربات , ابعدته عائلته عن المدرسه لتقحمه في عمل المقاهي , و بينما كان يكسر الفحم , و يمسح الطاولات , كان لديه طموح كبير لتغيير حياته للافضل بعكس من حوله , فـ اول خطواته حينما يستخدمه احد ملاك القريه ليعمل سائقاً لاحد العائلات الغنيه , و من خلف مقود سيارة "الهوندا سيتي" يشاهد بالرام مدينة دلهي للمرة الأولى , و ما المدينه إلى وحي . و من بين الصرارصير , و مراكز التخابر , و أحياء الفقراء , و الأسواق الكبيره , و الازدحامات المروريه الخانقه , تدفع طموح بالرام للاعلى و يريد أن يعيش بحاله أفضل , و لماذا لا يصبح شخصاً محترماً غنياً مثل سيده "آشوك" ؟ فـ يقع بالرام محصوراً بين غريزته أن يكون خادماً مخلصاً , و بين أن أن يعيش بشكل أكثر انسانيه .

رأيي :
 

حينما فتحت أولى صفحات الروايه لأشرع بالقراءه لم اتوقع أنني انجرف مع سحرها و لا استطيع التوقف عن القراءه , روايه هنديه تصرخ بأعلى صوتها ضد الظلم و الفقر و المعاناة التي يعيشها الأنسان في الهند , فـ الكاتب لم يكترث كثيراً لبلاده و حكومته حيث حكى بكل جرأه ما يعانيه الشعب و بصوره تدعو للثوره ضد حكام الهند حتى ينال الفقراء حقوقهم المسلوبه التي لم ترد ابداً , الكاتب "آرافيند أديغا" وصف الهند بإنها بلده في بلدتين , هناك جزء يطلق عليه "الظلام" و الجزء الأخر يعرف بـ "النور" , مناطق و أحياء و بلدان تعج فيها المئات من الفقراء المتكدسين في الطرقات , و الذين يعيشون في أوضاع سيئه تزداد سوءاً يوماً بعد يوم , بينما في ناطحات السحاب و فنادق الـ خمس نجوم , يسترخي الكائن البشري الهندي الغني , وصف الكاتب طوال احداث هذه الروايه كيف الفرق بين معيشة الطبقين , و يالها من فروقات كـ فرق السماء بالأرض مليئه بالتناقضات , و يتعمق أكثر في الجانب المظلم منها و ما تخبئه الحياة هناك , فـ يبدأ بالحديث عن السياسه و المجتمع و الأقتصاد و الديموقراطيه بأسلوب ساخر لا تستطيع أن تكتم انفاسك بالضحك , و بينما أحياناً حينما تنفجر ضاحكاً يضعك الكاتب تحت مقولة "شر البلية ما يضحك" , رغم كل ما يخطه الكاتب من معاناة و بؤس إلا انه يمزجها بالأسلوب الساخر الذي كان أحد أسباب إعجابي بالروايه , يصنف الكاتب الانسان بـ الأنسان الأصفر , و الأنسان الأسمر , و الأنسان الأبيض , و يتنبأ باليوم الذي يحكم فيه الصفر و السمر العالم , و يبدأ في الاسترسال في وصف المدن و القرى و عاصمة الهند دلهي , التي أشببها بالوجه المضيء المشرق , و لكن هذا الوجه مجرد قناع يختبيء بين ازقته و شوارعه عالم يعج بالحياة البائسه , و أخيراً يصف الكاتب ان الحياه في الهند عباره عن غابه متوحشه , الفقير لا يمكن أن ينال حقه الجميع يحمي الغني سواء من قبل الشرطه او القضاه , فلذلك يجب ان يتصرف الأنسان بحذر و ذكاء شديدين , و شخصية "بالرام" من القلائل الذين تجرأوا لـ كسر حدود العبوديه , و يحتاج لهذه الخطوه الخطيره شخص ذو مواصفات "النمر الأبيض" , فـ يجب أن تسفك القليل من الدماء إذا أردت ان تصل للقمه , رواية رائعه جداً تستحق القراءه عشرات المرات .

0 التعليقات:

إرسال تعليق