Our sponsors

22 يونيو 2011

بندر , رحل و لم يعد .


كثيراً ما شاهدت سواء في الأفلام أو المسلسلات أو حتى الألعاب , مشهد الموت الذي يتكرر في الشاشات , حيث ان مشهد موت شخصية دائماً يعتبر الأقوى في اي منتج ما , طبعاً هذه تشبيهات تافه لا قيمة لها , فـ لطالما كنت اسمع بـ خبر "فلان مات" لا تربطني به اي صله وثيقه , لم تتحرك مني شعره واحده , و لا أعرف ما هو شعور الطرف الثاني , لكنني ايقنت الآن انه أصعب موقف تتعرض له في حياتك , فلا تستطيع أن تفهمه إلا إذا مررت به , و هذا ما كنت اراه في ظاهر الناس لكن صعب ان ترى ما في باطنهم , مشكلة الأنسان أنه يعتقد أن الحياة تسير بخط مستقيم يوجد به اعوجاج سرعان ما يعود إلى عهده , و أن الأنسان يضع أولويات و خطط و تطلعات و للاسف يضع الموت في أخر اهتمامه , فإنه لـ أقسى موقف ان ترى جثة شخص كنت تحدثه البارحه , و الآن قد اصبح من الماضي , و ليس اي شخص , بل اقرب الناس إليك , أخوك .


حينما أتفكر في الحكمة الألهيه بـ حادث أخي , الذي توفي في مكان لم يذهب إليه قط , و على سيارتي التي كنت اسخر منها و قد كتبت عنها في المدونة حيث الله أراد ان يعطّل سيارته لـ يتوفى على سيارة أخرى , و بطريقة لم يكن بها أي حادث اصطدام و انما مجرد انقلاب بسبب طريق عجيب , في هذه الحكمة الألهيه , هو ان تعرف انك قد تموت بطريقة لا تتوقعها و في مكان قد يكون ابعد إلى مخيلتك , و في أي وقت كان , بالطبع هذه أمور الجميع يعرفها لكن يجب أن نؤصلها في أنفسنا و أن نكون مستعدين للموت , فـ كلنا سائرون على نفس هذا الطريق عاجلاً أم آجلاً .
 

بالطبع , مصيبة فقد الأخ مؤلم جداً , حينما تعيش مع شخص طوال حياتك و اعتدت أن تراه يومياً في المنزل , حيث كل جزء من المنزل له سكناته و حركاته , بسهوله يختفي منك و يجب أن تتكيف على ذلك , أحاول أن أقنع نفسي أنه مسافر حجز تذكرة الذهاب و لم يحجز تذكرة الأياب ابداً , أو أنه أمانه كانت لدي منذ زمن و أخذها صاحبها , أو أنه مجرد ذكرى و ماضي و جزء من التاريخ انتهى و قضى , شخصياً بندر كان يعتبر الشخص الذي ألجأ إليه و اسأله في أي شيء يخطر ببالي , و استشيره و لو في أتفه الأشياء , و هو الذي كنا نتشارك الكثير من الأهتمامات .

أعرف انه ليس أول او اخر شخص يموت , و حينما ننظر إلى مصائب غيرنا يموت منهم عائلات بأكملها , تهون علينا مصيبتنا , و لكن بالطبع هذه الحادثة سوف تطبع على قلبي نقطة حزينه كلما أتذكرها , حيث في كل موقف اعود و اتسال ماذا يقول بندر إذا حدث كذا ؟ و أين يتجه إذا ذهب إلى مكان ما ؟ و ماذا تكون ردة فعله إذا حدث شيء ما ؟ , و لا يوجد حل لـ تجاوز هذه المحنة سوى الصبر , و الاستمرار في الحياة .
 
أسقاك الله من عطور الجنة


خلاصة التدوينه هو أنني سوف استأنف حياتي الطبيعية و قد استأنفت جزأ منها و المدونة كذلك -إذا تبقى احد مهتم- , و ان اعود إلى اهتماماتي التي كانت أفضل ما يشغل وقت فراغي , و أفضل ما يمكن ان تبعدني عن العالم الخارجي و تبعدني عن أي شيء .

رحمة الله عليك يا بندر , و تغمدك بواسع رحمتك , مهما يكن سوف افتقدك كثيراً .. كثيراً .



1 التعليقات:

يوسف يقول...

الله يرحمه.
اخي بسيارة مشابهه حصل له حادث وانقلاب عدة مرات ولكنها كانت اشبه بالمعجزة بخروجه بكدمات خفيفه، فكل شيء مكتوب وربما شخص تذهب حياته من لا شيء او من أمر بسيط.. وشخص يتعرض لحادثه خطيره ويخرج منها سالماً.
المهم اننا نتذكر انه هذا ما كتب لنا مهما فعلنا.
امض بحياتك واجعل من ذكرياتك معه ذكرى جميلة تسعد بذكرها وتدعي له، فحافظ على الإيجابية وعش مع الامر طبعاً وتلقائياً ستعتاد.
كان الله بعونك.

إرسال تعليق