"أعظم سعادة قد يعرفها الأنسان هي أن يقهر أعداءه و يقودهم أمامه , و أن يمتطي جيادهم , و يستولي على ممتلكاتهم , و أن يشاهد وجوه أولئك الذين كانوا عزيزين عليهم تتبلل بالدموع , و أن يحتضن زوجاتهم و بناتهم بين ذراعيه . "
- جنكيز خان
خاض "ياسوجي" خان قبيلة "بورجيقن" معركة يعرف مسبقاً أنه سوف يكسبها ضد فرقة صغيرة من "التتار" و في أجواء كانت شديدة البروده , المعركة كان سببها بالمقام الأول مجرد تضور "التتار" جوعاً من صدور امهاتهم , و محاولة سرقة ما يبقيهم على الحياه في هذه الأجواء البارده القاسيه , و لكن هذا كلفهم مطاردة "ياسوجي" و رجاله طوال يومين و القضاء عليهم نهائياً , بقي على قيد الحياة من "التتار" قائدهم و الذي بدا يتمتع بثقه و قوة كبيره رغم انه يشاهد جميع رفاقه عبارة عن جثث منتشره , سأله "ياسوجي" عن اسمه فأخبره القائد التتاري أنه يدعى "تيموجن" و أن قبيلته ستثأر له إذا قتلوه , رغم ذلك أرداه "ياسوجي" قتيلاً , لم يكترث "ياسوجي" بهذا النصر حينما عاد إلى قبيلته تحت وقع أصوات المزامير تعلن عن اقتراب موكبه , حيث كان لا يطيق صبراً في الوصول إلى خيمة زوجته "هولن" فقد كان ينتظر مولوداً هو الثاني له , فحص "ياسوجي" ابنه الصغير و وجد بداخل قبضة يده قطعة من الدم فتنبأ أن ابنه سوف يكون له شأن عظيم , فاطلق عليه دون تردد اسم "تيموجن" .
كان لدى "ياسوجي" خمسة أبناء , ترتيبهم حسب الأكبر يبدأ من "بكتر" الأبن الأكبر الكئيب العابس الوجه , و "تيموجن" الفتى الطموح و الجريء , و "خاسار" رقيق القلب , و هناك "كشيون" الأكثر جدية و تفاني , بينما بقي في المؤخرة "تيموج" الفتى الكسول , و كان لدى "ياسوجي" تابع مخلص و يعتبر اليد اليمنى له بل الصديق الأقرب يدعى "تارخوتاي-كيريلتوخ" بينما لا يحظى بشعور جيد من قبل ابناء "ياسوجي" , و كان الأب "ياسوجي" لم يكن يظهر عواطفه ابداً تجاه ابنائه حتى لا يجعلهم ضعفاء , فهناك جزء من المسؤوليه التي يحتم على ابنائه ان تهابه , كان يعرف الحاجه للرجال القساه في أرض قاسية , و كان يعرف ان يجب عليهم النجاة من المعارك و العطش و الجوع إذا ارادوا ان يصبحوا رجالاً , و واحد منهم فقط سيصبح خان القبيله , طبيعة مناخ قبائل المغول بشكل عام قاسية جداً , فـ هناك الشتاء القارص الذي يدوم طويلاً و يجعل من إمكانية نجاة الأطفال الرضع أمراً صعباً , لكن على اية حال "تيموجن" نجا منها , أما في ايام الربيع كانت القبائل تجتمع لتقيم المسابقات و تقدم القبائل لحم الضأن , و بينما ستلد القطعان المزيد من الخراف و الماعز التي ستؤمن المال و الطعام , كما ايضاً يقضون بعض وقتهم في لصق الريش على السهام أو لف ذيول الخيل على شكل جدائل , أو الغناء و الاستماع إلى قصص و تاريخ القبائل , و مقايضة البضائع فيما بينهم , في أحد الأيام بعد أن رأى "ياسوجي" ان حان الوقت ليعامل "تيموجن" كرجل و يعيش تجربه مختلفه من حياته و يصبح أكثر صلابة و قوة و هو الذي لم يبلغ التاسعه بعد , قرر "ياسوجي" أن يرسل "تيموجن" إلى قبيلة "أولخونوت" لاختيار احد الفتيات لتتزوجه كما فعل "بكتر" ذلك سابقاً و كان يحتم عليه أن يعيش معهم سنه ليتعلم بعضاً من صفات الرجوله و يخوض جزء من قسوة الحياه , تعتبر قبيلة "أولخونوت" هي قبيلة "هولن" والدة "تيموجن" و قد سباها "ياسوجي" بعد أن تعارك مع اخيها و جرح ساقه , لذلك قبيلة "أولخونوت" تكن الحقد و البغضاء لـ قبيلة "بورجيقن" , وصل "ياسوجي" و ابنه إلى "أولخونوت" بعد مسيرة سفر طويلة , وقع الأختيار على "بورت" الزوجة المستقبليه لـ"تيموجن" , و هي فتاه ذات مظهر رث و من عائلة فقيره و والدها لا يكف عن ضربها , رحل "ياسوجي" من "أولخونوت" تاركاً ابنه خائفاً قلقاً , و لم يطيقوا افراد "أولخونوت" صبراً بـ جعل "تيموجن" يعاني كثيراً بتكليفه بمهام شاقه و متعبه , إضافه إلى سخرية أفراد القبيله منه و تنمر الفتيه عليه .
كان لدى "ياسوجي" خمسة أبناء , ترتيبهم حسب الأكبر يبدأ من "بكتر" الأبن الأكبر الكئيب العابس الوجه , و "تيموجن" الفتى الطموح و الجريء , و "خاسار" رقيق القلب , و هناك "كشيون" الأكثر جدية و تفاني , بينما بقي في المؤخرة "تيموج" الفتى الكسول , و كان لدى "ياسوجي" تابع مخلص و يعتبر اليد اليمنى له بل الصديق الأقرب يدعى "تارخوتاي-كيريلتوخ" بينما لا يحظى بشعور جيد من قبل ابناء "ياسوجي" , و كان الأب "ياسوجي" لم يكن يظهر عواطفه ابداً تجاه ابنائه حتى لا يجعلهم ضعفاء , فهناك جزء من المسؤوليه التي يحتم على ابنائه ان تهابه , كان يعرف الحاجه للرجال القساه في أرض قاسية , و كان يعرف ان يجب عليهم النجاة من المعارك و العطش و الجوع إذا ارادوا ان يصبحوا رجالاً , و واحد منهم فقط سيصبح خان القبيله , طبيعة مناخ قبائل المغول بشكل عام قاسية جداً , فـ هناك الشتاء القارص الذي يدوم طويلاً و يجعل من إمكانية نجاة الأطفال الرضع أمراً صعباً , لكن على اية حال "تيموجن" نجا منها , أما في ايام الربيع كانت القبائل تجتمع لتقيم المسابقات و تقدم القبائل لحم الضأن , و بينما ستلد القطعان المزيد من الخراف و الماعز التي ستؤمن المال و الطعام , كما ايضاً يقضون بعض وقتهم في لصق الريش على السهام أو لف ذيول الخيل على شكل جدائل , أو الغناء و الاستماع إلى قصص و تاريخ القبائل , و مقايضة البضائع فيما بينهم , في أحد الأيام بعد أن رأى "ياسوجي" ان حان الوقت ليعامل "تيموجن" كرجل و يعيش تجربه مختلفه من حياته و يصبح أكثر صلابة و قوة و هو الذي لم يبلغ التاسعه بعد , قرر "ياسوجي" أن يرسل "تيموجن" إلى قبيلة "أولخونوت" لاختيار احد الفتيات لتتزوجه كما فعل "بكتر" ذلك سابقاً و كان يحتم عليه أن يعيش معهم سنه ليتعلم بعضاً من صفات الرجوله و يخوض جزء من قسوة الحياه , تعتبر قبيلة "أولخونوت" هي قبيلة "هولن" والدة "تيموجن" و قد سباها "ياسوجي" بعد أن تعارك مع اخيها و جرح ساقه , لذلك قبيلة "أولخونوت" تكن الحقد و البغضاء لـ قبيلة "بورجيقن" , وصل "ياسوجي" و ابنه إلى "أولخونوت" بعد مسيرة سفر طويلة , وقع الأختيار على "بورت" الزوجة المستقبليه لـ"تيموجن" , و هي فتاه ذات مظهر رث و من عائلة فقيره و والدها لا يكف عن ضربها , رحل "ياسوجي" من "أولخونوت" تاركاً ابنه خائفاً قلقاً , و لم يطيقوا افراد "أولخونوت" صبراً بـ جعل "تيموجن" يعاني كثيراً بتكليفه بمهام شاقه و متعبه , إضافه إلى سخرية أفراد القبيله منه و تنمر الفتيه عليه .
مخيمات القبائل |
مضى سبعة أيام على بقاء "تيموجن" في قبيلة "أولخونوت" التي كانت اشبه له بالجحيم , فـ قد اعتاد على الحياة الهانئه و المكانه الرفيعه في قبيلة والده , لكن حدث ما قطع تجربة بقاء "تيموجن" أكثر في القبيلة , حينما تم اقتياد "تيموجن" إلى خيمة خان "أولخونوت" المدعو "سانسار" , و قد صعقه بخبر أن والد "تيموجن" اصيب بجرح خطير و قاتل خلال رحلة عودته للقبيله و هو الآن في أشد الحاجه لوقوف أبنائه بجانبه , كان الخبر يبدو أشبه بالصاعقه فقد كان "ياسوجي" محارباً بالفطرة و لا يستطيع اي شخص القضاء عليه كانت هذه حقيقة عالقه في ذهن "تيموجن" منذ ان عرف والده , بعد لحظات من عودة "تيموجن" فارق "ياسوجي" الحياة , ما حدث أن خلال رحلة "ياسوجي" من "أولخونوت" إلى قبيلته , التقى بمجموعة من "التتار" الذين عرضوا عليهم أن يتناولوا العشاء معاً لكن في الحقيقة لقد كانت خطة لقتل "ياسوجي" عن طريق تسميم الطعام , و أكبر كابوس كان يخيم على عائلة "ياسوجي" هو أن الأب لم يكن لديه فعلياً ابن مؤهل لأن يصبح خان كـ خليفه له , رغم أن "بكتر" كان خياراً واضحاً لكنه ما زال على مشارف الرجوله , لذلك استغل "تارخوتاي-كيريلتوخ" اليد اليمنى و صديق "ياسوجي" هذه اللحظة و كان يملك رغبه عارمه في امتلاك السلطه و لم يتوقف في ذلك بل اتخذ القرار عنوة و اصدر إعلاناً لجميع أفراد القبيله أنه سوف ينقل موقع مخيمات القبيلة إلى مكان أخر و يطرد عائلة "ياسوجي" منها لأنه بالطبع لن يأمن نفسه من غدرهم في اي لحظه , غادرت القبيلة أجمع تاركين "هولن" و ابنائها "بكتر" و "تيموجن" و "خاسار" و "كشيون" و "تيموج" , بالأضافه إلى أصغر بناتها "تيمولين" و التي لم تبلغ الشهرين بعد .
قد يعتبر هذا الفصل من حياة "تيموجن" هو الأكثر قسوة في حياته و التي منحته قوة و صمود في بقية تاريخه , كيف أن عائلة كبيره كانت تملك قبيله بأكملها و في بعض ثواني يصبحوا مجرد جذع مقطوعين من شجرة و يعيشوا وحيدين بين التلال بدون طعام و لا مأوى , و ربما لم يكن أحد في العالم قد ينجو في ظروف مشابهه , لكن مع وجود والدتهم "هولن" التي قد بثت لأبنائها العزيمة و الأصرار و كانت دائماً تذكرهم بأنهم سوف يعيشوا و ينتقموا يوماً من خيانة "تارخوتاي-كيريلتوخ" لهم , عاشت عائلة "ياسوجي" سنوات من المأساه و البؤس و كانوا يتضورون جوعاً و بلغ "تيموجن" العشر أعوام , أخذوا أبناء "ياسوجي" في تناول كل ما يقع عليه ايديهم سواء كانت النباتات و الاعشاب أو اصطياد حيوانات الغرير و الفئران البريه , و إن كانوا في أفضل الأحوال ربما استطاعوا اصطياد بعض الأسماك , و مع مرور الزمان تحولت أجسامهم إلى هيئة هياكل عظميه و كان ينتابهم الدوار يومياً , و كانوا يدركون انهم يمشون على خط رفيع فاصل بين النجاه و التحول إلى كومة من العظام عندما يحل الشتاء القاسي الذي لا يرحم , و كان أغلب الغنائم التي يصطادها "تيموجن" و أشقائه كان يتم تقسيمها بشح كبير فـ يحصل الأصغر دائماً الطعام بينما يبقى "تيموجن" أيام جائعاً بدون اي شيء يسد جوعه , أصبح وضع العائله على شفير الهلاك حينما وصل الشتاء و عاشوا في درجات حراراه انخفضت إلى عشرين درجه تحت الصفر , في أحد الأيام علم "تيموجن" من أخيه "خاسار" أن "بكتر" يصطاد الحيوانات و يأخذها لنفسه بينما يترك بقية عائلته تتضور جوعاً , غضب "تيموجن" و اتخذ قراراً صعباً فـ انطلق بمساعدة "خاسار" لنصب كمين لـ أخيهم "بكتر" و رغم أنه كان في حالة جسديه سيئه إلا أنه بدون شفقه و لا رحمه صوب سهمه باتجاه "بكتر" لكنه لم يمت في الحال إلا حينما أطلق "خاسار" السهم الثاني , تمكن "تيموجن" من قتل أخيه "بكتر" مع كامل اقتناعه لذلك و دون شعور بأسى , حينما علمت "هولن" بذلك أنفجرت في نوبة كبيره من الأسى و البكاء و عاشت حالة من الصدمه و الغضب على "تيموجن" حتى أنها تمنت أنه لم يكن إبنها و طردته من مأواهم الصغير , لكن رغم ذلك كان من الواضح "تيموجن" لم يشعر بندم على فعلته تلك لأنه يرى أنهم جميعاً يعيشوا على حافة الموت و لا مكان للرحمة هنا .
قد يعتبر هذا الفصل من حياة "تيموجن" هو الأكثر قسوة في حياته و التي منحته قوة و صمود في بقية تاريخه , كيف أن عائلة كبيره كانت تملك قبيله بأكملها و في بعض ثواني يصبحوا مجرد جذع مقطوعين من شجرة و يعيشوا وحيدين بين التلال بدون طعام و لا مأوى , و ربما لم يكن أحد في العالم قد ينجو في ظروف مشابهه , لكن مع وجود والدتهم "هولن" التي قد بثت لأبنائها العزيمة و الأصرار و كانت دائماً تذكرهم بأنهم سوف يعيشوا و ينتقموا يوماً من خيانة "تارخوتاي-كيريلتوخ" لهم , عاشت عائلة "ياسوجي" سنوات من المأساه و البؤس و كانوا يتضورون جوعاً و بلغ "تيموجن" العشر أعوام , أخذوا أبناء "ياسوجي" في تناول كل ما يقع عليه ايديهم سواء كانت النباتات و الاعشاب أو اصطياد حيوانات الغرير و الفئران البريه , و إن كانوا في أفضل الأحوال ربما استطاعوا اصطياد بعض الأسماك , و مع مرور الزمان تحولت أجسامهم إلى هيئة هياكل عظميه و كان ينتابهم الدوار يومياً , و كانوا يدركون انهم يمشون على خط رفيع فاصل بين النجاه و التحول إلى كومة من العظام عندما يحل الشتاء القاسي الذي لا يرحم , و كان أغلب الغنائم التي يصطادها "تيموجن" و أشقائه كان يتم تقسيمها بشح كبير فـ يحصل الأصغر دائماً الطعام بينما يبقى "تيموجن" أيام جائعاً بدون اي شيء يسد جوعه , أصبح وضع العائله على شفير الهلاك حينما وصل الشتاء و عاشوا في درجات حراراه انخفضت إلى عشرين درجه تحت الصفر , في أحد الأيام علم "تيموجن" من أخيه "خاسار" أن "بكتر" يصطاد الحيوانات و يأخذها لنفسه بينما يترك بقية عائلته تتضور جوعاً , غضب "تيموجن" و اتخذ قراراً صعباً فـ انطلق بمساعدة "خاسار" لنصب كمين لـ أخيهم "بكتر" و رغم أنه كان في حالة جسديه سيئه إلا أنه بدون شفقه و لا رحمه صوب سهمه باتجاه "بكتر" لكنه لم يمت في الحال إلا حينما أطلق "خاسار" السهم الثاني , تمكن "تيموجن" من قتل أخيه "بكتر" مع كامل اقتناعه لذلك و دون شعور بأسى , حينما علمت "هولن" بذلك أنفجرت في نوبة كبيره من الأسى و البكاء و عاشت حالة من الصدمه و الغضب على "تيموجن" حتى أنها تمنت أنه لم يكن إبنها و طردته من مأواهم الصغير , لكن رغم ذلك كان من الواضح "تيموجن" لم يشعر بندم على فعلته تلك لأنه يرى أنهم جميعاً يعيشوا على حافة الموت و لا مكان للرحمة هنا .
حول نهر "أونون" في منغوليا , حيث ترعرع "تيموجن" |
لكن بعد مضي أيام لم تستطع "هولن" الاستغناء أن ابنها "تيموجن" خصوصاً أنه كان يستمر بإحضار الطعام للعائله , كان بلا شك هذه التجربه جعلت قلبه قاسياً و كان بقية اخوته يرون ذلك في عينيه و اصبح الآن حتماً في موقع القائد , لكن هذا لا يهم الآن بما أنهم خسروا القبيله و الجاه و المال و كل ما تبقى لهم الآن هو الكفاح من أجل النجاة من الموت , مضت قرابة أربعة أعوام استطاعت العائلة النجاه بشكل ما من الموت جوعاً و الاختلاط في بعض القبائل المتجوله , و ربما استطاعوا سرقة أحد الخيول التي مكنتهم من الانتقال و جلب الطعام من مسافات أبعد , لكن تلك العائلة المسكينه كانت تعتقد أنهم وصلوا إلى نهاية حالة البؤس هذه , و ذلك حينما تفاجؤا بهجوم من قبل رجال "تارخوتاي-كيريلتوخ" , ربما كان "تارخوتاي-كيريلتوخ" أخذ طوال هذه الأعوام يعيش بقلق و ترقب خوفاً من انتقام ابناء "ياسوجي" له سواء كان من سهم سريع يختطف قلبه , أو خنجراً يخرز بين رئتيه , ربما تمنى "تارخوتاي-كيريلتوخ" أنه لو خلص على العائله تماماً قبل يتركهم حتى يتأكد من موتهم , أو ربما كان يتسائل ماذا حدث لهذه العائله البائسه و هل استطاعوا النجاه من الجوع و العطش ؟ لكن أبناء "ياسوجي" قابلوا رجال "تارخوتاي-كيريلتوخ" بـ مقاومة شرسه و أطلقوا سهامهم بغزاره , لكن حينما نفذت منهم كل سهامهم جعل "تيموجن" من نفسه طعماً لهم حتى تستطيع بقية عائلته الهروب و الاختباء بعيداً , حيث طاردوه رجال "تارخوتاي-كيريلتوخ" لمسافات بعيده حتى استطاع "تيموجن" من الأختباء في أيكه صغيره و ضيقه جداً و بقى فيها لمدة تسعة أيام , لكن الجوع أرغم "تيموجن" على الخروج و تم إلقاء القبض عليه فوراً .
خلال أسر "تيموجن" تعرض للحظات قاسيه أخرى لكن هذه المره كانت مليئه بالتعذيب الجسدي و التعذيب النفسي , حتى ربما تسائل لماذا لم يقتله "تارخوتاي-كيريلتوخ" فحسب ؟ بقى "تيموجن" في الأسر ثلاثة أيام منتظراً مصيره لكن من دون سابق موعد يأتي شخص يدعى "سورخانسيرا" و هو أحد جنود "تارخوتاي-كيريلتوخ" و قد عمل عمل أيضاً تحت راية "ياسوجي" و لازال يملك له بعض الوفاء و الأخلاص و أخر شيء يستطيع تقديمه له هو إنقاذ ابنه في مثل هذه الظروف الصعبه , رغم كل الجروح و الألام التي تعرض لها "تيموجن" أثناء الأسر استطاع الانطلاق ليلاً بأقصى ما يملكه من قوة و الابتعاد عن قبيلة رجال "تارخوتاي-كيريلتوخ" , و حينما انهكه التعب اختبأ "تيموجن" في شق نهري رغم شدة البرودة , و بعد ذلك ساعده "سورخانسيرا" مجدداً حينما قدم إليه "تيموجن" إلى خيمته يرجو مساعدته و أعطى "سورخانسيرا" لـ "تيموجن" فرساً و بعضاً من الطعام و الأقواس , لينطلق "تيموجن" للحريه مجدداً و هو يضع شيئاً واحداً في رأسه أنه سوف يعود إلى "تارخوتاي-كيريلتوخ" مرة أخرى , لكن سوف يكون خلفه المئات من الجنود يصرخون باسمه .
لمّ "تيموجن" نفسه بعائلته مجدداً و عاد بشكل أكثر قوة من السابق , و على امتداد السنوات التي تلت ذلك استطاع "تيموجن" تكوين قبيلته الخاصه و ذلك بضم مجموعة صغيرة لا تبلغ عددها أكثر من عشرين رجلاً سواء من المتجولين الذين قد طردتهم القبائل أو اصحاب السوابق و حرص "تيموجن" على تأمين زوجاتهم و ابنائهم , استطاع "تيموجن" من خلال تلك المجموعة أن يشن غارات سرية ضد قبائل "التتار" هدفها سرقة المؤن من طعام و عتاد و أسلحة حتى ينمي في المقابل قبيلته الصغيره , و كان قد ضم معه فتى لم يبلغ الثامن عشر و هو ذو شجاعه و جرأه كبيره يدعى "جيلم" الذي كان له دور قيادي كبير في دفع قبيلة "تيموجن" للامام , لكن في المقابل كان لدى والد "جيلم" وجهة نظر أخرى تحث "تيموجن" على التوقف بشن الغارات على قبائل "التتار" فـ ربما يستطيعوا أن ينصبوا فخاً في أي مرة يشن "تيموجن" فيها هجوم و يرى أن جميع غاراتهم تلك التي نجحت كان للحظ نصيب فيها , لكن "تيموجن" استمر في استراتيجية الغزو على "التتار" حتى بعد سنوات كون شعبيه كبرى بين القبائل , لكن خلال تلك المعارك كانت هناك مجرد فكرة واحده غريبة تشتعل داخل عقله , هي أنه يرى أن هناك قبيلة واحده فقط في تلك السهول , و سواء كانوا يدعون أنفسهم "بورجيقن" أو "أولخونوت" أو حتى المتجولين الذين لا ينتمون إلى أي قبيلة , إلا أن الجميع يتكلم اللغة نفسها و تربطهم علاقات قرابة , إنهم فقط مغول , و رغم ذلك كان يعرف أن شد حبل حول ضباب الشتاء سيكون أسهل من توحيد القبائل بعد ألف سنة من الحروب , فـ كانت تلك القبائل رغم انها من دماء واحده لكنها متفرقه مع بعضهم البعض و لا تتوقف بينهم النزاعات و الحروب و كل تلك الحروب تذهب هباء و تستنفذ طاقاتهم و كانوا ليشكلوا قوة عظيمة إذا اتحدت جميعها تحت رايه واحده , رغم أن "تيموجن" يعرف أن مهمته تلك خياليه و شبه صعبه فـ القبائل تقاتل لـ ألف سنة هل من الممكن رجل واحد يلغي كل هذه الضغائن و مسحها من التاريخ ؟ لكن كل تلك الأفكار لم توقف عزم "تيموجن" على تحقيق هدفه و الذي كان مصمماً على السير إلى هذا الطريق إلى النهايه , لاحقاً قرر "تيموجن" بعد ذلك أن يذهب إلى قبيلة "أولخونوت" لاسترداد زوجته "بورت" , و لم يتوقف إلى ذلك فحسب بل عاد معه بأمرأتين كـ زوجة لـ شقيقيه "كشيون" و "خاسار" .
خلال أسر "تيموجن" تعرض للحظات قاسيه أخرى لكن هذه المره كانت مليئه بالتعذيب الجسدي و التعذيب النفسي , حتى ربما تسائل لماذا لم يقتله "تارخوتاي-كيريلتوخ" فحسب ؟ بقى "تيموجن" في الأسر ثلاثة أيام منتظراً مصيره لكن من دون سابق موعد يأتي شخص يدعى "سورخانسيرا" و هو أحد جنود "تارخوتاي-كيريلتوخ" و قد عمل عمل أيضاً تحت راية "ياسوجي" و لازال يملك له بعض الوفاء و الأخلاص و أخر شيء يستطيع تقديمه له هو إنقاذ ابنه في مثل هذه الظروف الصعبه , رغم كل الجروح و الألام التي تعرض لها "تيموجن" أثناء الأسر استطاع الانطلاق ليلاً بأقصى ما يملكه من قوة و الابتعاد عن قبيلة رجال "تارخوتاي-كيريلتوخ" , و حينما انهكه التعب اختبأ "تيموجن" في شق نهري رغم شدة البرودة , و بعد ذلك ساعده "سورخانسيرا" مجدداً حينما قدم إليه "تيموجن" إلى خيمته يرجو مساعدته و أعطى "سورخانسيرا" لـ "تيموجن" فرساً و بعضاً من الطعام و الأقواس , لينطلق "تيموجن" للحريه مجدداً و هو يضع شيئاً واحداً في رأسه أنه سوف يعود إلى "تارخوتاي-كيريلتوخ" مرة أخرى , لكن سوف يكون خلفه المئات من الجنود يصرخون باسمه .
لمّ "تيموجن" نفسه بعائلته مجدداً و عاد بشكل أكثر قوة من السابق , و على امتداد السنوات التي تلت ذلك استطاع "تيموجن" تكوين قبيلته الخاصه و ذلك بضم مجموعة صغيرة لا تبلغ عددها أكثر من عشرين رجلاً سواء من المتجولين الذين قد طردتهم القبائل أو اصحاب السوابق و حرص "تيموجن" على تأمين زوجاتهم و ابنائهم , استطاع "تيموجن" من خلال تلك المجموعة أن يشن غارات سرية ضد قبائل "التتار" هدفها سرقة المؤن من طعام و عتاد و أسلحة حتى ينمي في المقابل قبيلته الصغيره , و كان قد ضم معه فتى لم يبلغ الثامن عشر و هو ذو شجاعه و جرأه كبيره يدعى "جيلم" الذي كان له دور قيادي كبير في دفع قبيلة "تيموجن" للامام , لكن في المقابل كان لدى والد "جيلم" وجهة نظر أخرى تحث "تيموجن" على التوقف بشن الغارات على قبائل "التتار" فـ ربما يستطيعوا أن ينصبوا فخاً في أي مرة يشن "تيموجن" فيها هجوم و يرى أن جميع غاراتهم تلك التي نجحت كان للحظ نصيب فيها , لكن "تيموجن" استمر في استراتيجية الغزو على "التتار" حتى بعد سنوات كون شعبيه كبرى بين القبائل , لكن خلال تلك المعارك كانت هناك مجرد فكرة واحده غريبة تشتعل داخل عقله , هي أنه يرى أن هناك قبيلة واحده فقط في تلك السهول , و سواء كانوا يدعون أنفسهم "بورجيقن" أو "أولخونوت" أو حتى المتجولين الذين لا ينتمون إلى أي قبيلة , إلا أن الجميع يتكلم اللغة نفسها و تربطهم علاقات قرابة , إنهم فقط مغول , و رغم ذلك كان يعرف أن شد حبل حول ضباب الشتاء سيكون أسهل من توحيد القبائل بعد ألف سنة من الحروب , فـ كانت تلك القبائل رغم انها من دماء واحده لكنها متفرقه مع بعضهم البعض و لا تتوقف بينهم النزاعات و الحروب و كل تلك الحروب تذهب هباء و تستنفذ طاقاتهم و كانوا ليشكلوا قوة عظيمة إذا اتحدت جميعها تحت رايه واحده , رغم أن "تيموجن" يعرف أن مهمته تلك خياليه و شبه صعبه فـ القبائل تقاتل لـ ألف سنة هل من الممكن رجل واحد يلغي كل هذه الضغائن و مسحها من التاريخ ؟ لكن كل تلك الأفكار لم توقف عزم "تيموجن" على تحقيق هدفه و الذي كان مصمماً على السير إلى هذا الطريق إلى النهايه , لاحقاً قرر "تيموجن" بعد ذلك أن يذهب إلى قبيلة "أولخونوت" لاسترداد زوجته "بورت" , و لم يتوقف إلى ذلك فحسب بل عاد معه بأمرأتين كـ زوجة لـ شقيقيه "كشيون" و "خاسار" .
صوره تخيليه لأحد معارك "تيموجن" |
إلى جانب القبائل التي كانت تتناحر مع بعضهم البعض سواء كانوا "التتار" أو قبيلة "أولخونوت" أو "ميركت" أو "كيريت" أو "النيمنز" , كانت هناك جزء أخر من عالم المغول و هو مدن الشرق التي تملك حضارة عظيمة حيث يستعملون الذهب كمادة أساسية للبناء حيث لا يوجد هناك مكان للخيام و الترحال , و يملكون عدد كبير من السكان كسرب من الذباب , و لديهم مدن ضخمة و ذو ثروة مهولة , و يرتدي حراسهم درع متشابك من الحديد و على رؤوسهم خوذة صلبة مبطنه تغطي نصف وجه الحراس , أراد "تو غرول" خان قبيلة "كيريت" التحالف مع "تيموجن" فقد ارتفع صيت "تيموجن" و ما فعله من إرباك مستمر مع "التتار" و قبيلته التي بدأت في الأزياد و تشكل قوة قد تكون قليلة لكن لا يستهان بها , و ذلك كان أول سلم يصعد به "تيموجن" إلى السلطه , بعد مضي أيام من رجوع "بورت" إلى "تيموجن" واجهه "تيموجن" أول تحدي تجاه قبيلته فـ كانت هناك فرقة من قبيلة "ميركت" بدأت في شن هجوم كبير خسر "تيموجن" الكثير من رجاله و قد أصيب "تيموجن" خلال هذه الهجوم بجروح بالغه , و لم يتوقف الأمر إلى ذلك بل أسرت قبيلة "ميركت" زوجته "بورت" و ظلت مفقوده لعدة شهور , و استفاد "تيموجن" من تحالفه مع قبيلة "كيريت" حيث ساعدوه بإمداده 200,000 من المقاتلين للهجوم على قبيلة "ميركت" و استرداد زوجته بصعوبه , بعد أن استرد "تيموجن" زوجته أنجبت له ابن "جوشي" بعد تسعة شهور من حادثة الاختطاف مما جعل "تيموجن" يشكك من أبوته له و لم يتحقق أحد من ذلك ابداً , كان تحالف قبيلة "ميركت" مع "تيموجن" كان خلفها رجال في إمبراطورية "تشن" من "سنغ" الشمالية أحد الممالك في الصين و قد وعدوا خان القبيله "تو غرول" بالحصول على أحد الأراضي في الصين الشماليه مقابل التحالف مع "تيموجن" للهجوم على "التتار" و تمزيق بعضهم البعض , و هذا ما حدث حينما أعطى "تو غرول" لـ "تيموجن" كل ما يريده من رجال و أسلحه للهجوم على "التتار" و قد دارت معركة ملحميه بين "تيموجن" و جنوده ضد "التتار" و انتصر "تيموجن" خلالها بشكل لم يتوقعه أحد حيث برز من خلال هذه المعركه حسن ذكائه في قيادة الجيوش و كيف استطاع فجأه هزيمة أحد أكبر القبائل بين السهول , و لم يكن "التتار" باللقمه السائغه أمام "تيموجن" فقد كانوا رجال أشداء و أقوياء لا يهابوا الموت و كانوا يرتحلوا كثيراً و يعيشوا فقط على مزيج من الماء و الحليب لكن حسن تدبير و قيادية "تيموجن" كان له دور كبير إضافه إلى أنه و رجاله كانوا بارعين في رماية الأسهم لأن استخدام الأقواس و الأسهم كانت تتطلب قوة في شد الوتر بالنسبه لرجل يقف على قدميه و لكن مهارة "تيموجن" امتدت إلى البراعه في استخدام الاقواس من على ظهر الخيول , و كذلك امتاز "تيموجن" في المناورة بشكل سريع , لم يعجب "تو غرول" مشهد "تيموجن" وسط الأضواء و الجيش اصبح تحت طاعته حتى اولائك الذين كانوا من قبيلة "ميركت" حتى أنه شعر أن "تيموجن" استولى على قبيلته بشكل غير مباشر حتى قام بمحاولة إغتيال "تيموجن" و لكنها باءت بالفشل و تم نفي "تو غرول" من قبيلته , و كانت هذه بالنسبة "تيموجن" مجرد بداية لتوحيد القبائل و أخذ يفكر أنه سوف يذهب أبعد من ذلك إلى امبرطورية "تشن" , و لم يكن "تيموجن" لوحده متحمساً لفكرة توحيد القبائل بل جعل من رجاله صلة قرابة وثيقه و حولهم إلى مجموعة مقاتله ناجحه لأنه يملك أسلوب تأثير قوي يجعل الجميع يلتم حوله و يسانده بدمائه في الحروب , بعد هذه المعركة أراد "تيموجن" من خصومه أن تهابه فأطلق على نفسه اسم القائد العالمي أو "جنكيز خان" .
ملاحظات :
- هذا الملخص من كتاب السيرة الذاتيه الروائية "ذئب السهول" للكاتب "كون إيغلدن" .
- القوس المغولي أستخدامه اصعب من القوس الأنجليزي أو ما يتعارف عليه في اوروبا , فهو يتطلب قوة شد كبيره .
- قبائل المغول لا تستقر في منطقه واحده , بل انها لا تتوقف عن الترحال حسب الظروف و الأجواء المحيطه .
- طقوس المغول في الوفاة , هو وضع الجثه في تل بعيداً و حرقها .
- الشتاء طويل في قبائل المغول و قاسي جداً .
- كل صور "جنكيز خان" هي مجرد صور تخيليه .
- اسم "تيموجن" يعني حديد .
ملاحظات :
- هذا الملخص من كتاب السيرة الذاتيه الروائية "ذئب السهول" للكاتب "كون إيغلدن" .
- القوس المغولي أستخدامه اصعب من القوس الأنجليزي أو ما يتعارف عليه في اوروبا , فهو يتطلب قوة شد كبيره .
- قبائل المغول لا تستقر في منطقه واحده , بل انها لا تتوقف عن الترحال حسب الظروف و الأجواء المحيطه .
- طقوس المغول في الوفاة , هو وضع الجثه في تل بعيداً و حرقها .
- الشتاء طويل في قبائل المغول و قاسي جداً .
- كل صور "جنكيز خان" هي مجرد صور تخيليه .
- اسم "تيموجن" يعني حديد .
0 التعليقات:
إرسال تعليق