Our sponsors

31 أكتوبر 2012

مزيداً من الألم في [Max Payne 3]



لا أعرف متى أخر مرة استمعت لـ صوت Max Payne البارد , و تمعنت بعباراته القويه المعبّره , و عشت عالمه السودواي الكئيب ؟ في الحقيقه بعد أنهيت الجزء الثاني من Max Payne قبل 10 سنوات تقريباً كنت اعتقد انني لن اخوض غمار عالم Max Payne من جديد , و أن هذه هي نهاية "ماكس" التراجيديه كما صرح بها أحد المطورين السابقين , لذلك كنت أحد الأشخاص سعادة بـ هذه العوده و على يد كبيرة شركات الفيديو جيمز Rockstar , فـ هل كان الجزء الثالث بـ مستوى الأجزاء السابقه ؟ و هل وفق المطور في إعادة إحياء "ماكس بين" من جديد ؟ الأراء اختلفت و الانطباعات تعددت لكنني بعد أن انهيت اللعبه و في هذه التدوينه سوف أحاول عرض وجهة نظر أكثر إنصافاً و حياديه من شخص يعشق السلسله .

لعبة Max Payne هي سلسلة من ثلاثة أجزاء , الجزئين الأولين من تطوير Remedy Entertainment و نشر Rockstar , على عكس الجزء الثالث الذي من تطوير و نشر Rockstar , الجزء الأول صدر عام 2001 أما الجزء الثاني صدر عام 2003 بينما الثالث صدر عام 2012 , شخصياً لعبت الجزء الأول على الـ PC أما الجزء الثاني على الـ PS2  بينما الثالث على الـ PS3 , الجزء الثالث نال على معدل مراجعات 87% طبقاً لموقع Metacritic , موقع GameSpot و IGN منحا اللعبه تقييم 9 من 10 , شحنت اللعبه 3 مليون نسخه حول العالم في الأسبوع الأول , و في الشهر الأول باعت 440,000 نسخه فقط في الولايات المتحده الأمريكيه , سلسلة Max Payne هي لعبة أكشن من منظور الشخص الثالث و هي أول من جلبت أسلوب الـ Slow-motion إلى عالم الفيديو جيمز .

نبذه :

فصل جديد من حياة "Max Payne ماكس بين" الشرطي السابق الذي فقد عائلته كامله من قبل عصابه إجراميه قبل عدة سنوات , هذه الجريمه البشعه خلفت ظلال قويه على "ماكس" فـ جعلته أكثر كآبه و غلظه تجاه الأخرين حتى انه بدا أكبر قليلاً في السن , و يبدو أن الحياه انهكته أكثر من اي وقت مضى فـ اصبح مدمناً على معاقرة الخمر و تناول حبوب مسكن الألم , فـ على الرغم انه حاول تجاوز عالم "نيويورك" المظلم و لكنه انجرف إلى العالم المتوحش في "ساو باولو" بالبرازيل , حيث وجد عملاً كـ حارس شخصي لعائله برازيليه ثريه , محاولاً رمي ماضي 8 أعوام لكن يبدو أن المشاكل هي من تبحث عنه دائماً . 

"ماكس" الثمل المنهك الكئيب

 المميزات :

- أسلوب قصة ذات سرد روائي رائع .

- توفر خاصية الاحتماء خلف الجدار أو الـ Cover لأول مره في السلسلة .

- توفر خاصية الـ Bullet Time الذي تبطيء الصوره أثناء القتال .

- توفر خاصية الـ Last Stand الذي يعطيك فرصه للحياه .

دعونا نطير معاً في الهواء

رأيي :

الكثير من اللاعبين الجدد لسلسلة Max Payne حينما لعبوا الجزء الثالث منها لم يفهموا اللعبه جيداً , أو على الأقل الكثير ممن انتقدها لا أعرف ماذا كان يتوقع من هذه السلسلة ؟ و البعض حينما سمع باسم شركة Rockstar توقع أن اللعبه قد تكون مشابهه لأحد سلاسل العالم المفتوح , و هذه غلطه اللاعبين انفسهم حينما لم يأخذوا فكره كافيه عن تلك السلسلة العريقه قبل شرائها , هناك الكثير من الأراء المختلطه حول اللعبة لكن أكثر شيء اعجبني أن النقاد و المراجعات كانت مع صف اللعبه .

متعة القتل

دعونا نذهب بالخارج في الزقاق الخلفي لنتحدث عن ماهية سلسلة Max Payne , في الحقيقة هي كلمة واحده فقط , هي لعبة أكشن ممتعه , سلسلة Max Payne لعبة أكشن بحته تملك ميكانيكة رهيبه في القتال و استخدام خاصية الـ Bullet Time مع قصة و شخصية سوداوية و ذات سرد قصصي باهر , لذلك حينما شرعت انت و انت و انت و تحركت على وجهك لتشتري اللعبه و كنت تتوقع شيء مثل لعبة GTA فأنت في المكان الخاطيء , و إذا اسلط الضوء أكثر على الجزء الثالث فـ سوف اقول ان هذه اللعبه اتت في الوقت المناسب و بالصوره المتقنه , ألعاب الأكشن من هذا النوع و في هذا الجيل أصبحت نادرهً جداً و إن ظهرت مع بداية الجيل لكنها كانت من النوع الرخيص السيء المذاق , أما عن Max Payne 3 فـ اتت بصوره مختلفه و أكثر مثالية و متعه , فـ ماذا يمكن ان تفعل لعبة اكشن في هذا الجيل الذي اصبحت العابه تعتمد على أكثر من أسلوب لتنوع من ألعابها ؟ في الواقع لم تفعل Max Payne 3 شيء سوى أنها صقلت اللعبه أكثر و بثت فيها روح تستطيع أن تقول إنها لعبة اكشن هذا الجيل بلا شك , لطالما ميزة الـ Slow-mo أو الصوره البطيئه كانت قرينة مع سلسلة Max Payne بل إن لم أكن مخطيء هي أول من جلبتها لعالم الفيديو الجيمز , هذه الخاصية لوحدها جعلت من الجزء الثالث متعه لا منتهيه في الولوج مع معارك ضد الأعداء , صدقاً , البعض يرى ان اللعبه مجرد أقتل و اركض , لكنني ارى انها اللعبة الوحيده تعطيك الفرصه لتشاهد كيف تقتل عدوك , إنني أرى أنها اللعبة الوحيده التي تجعلك تخلق مشاهد الأكشن بنفسك و بإخراجك , إنني أرى أنها اللعبه الوحيده التي تمنحك رؤية مسار الرصاصة التي تطلقها إلى أن ترتطم بجمجة العدو , متعة متعة متعة في معارك القتال و استخدام الـ Bullet Time و الغوص في الهواء و قتل دسته من الاعداء في لحظة واحده , و الأكثر روعة أن في هذا الجزء تم إضافة فكرة جديدة تجعلك تتحكم في مشهد قتل عدوك و ذلك بتبطيء الصوره لتشاهد رصاصتك أين تذهب ؟ هل إلى منتصف جبهة ذلك البرازيلي اللعين ؟ أو إلى صمام قلب ذلك المرتزق القذر ؟ لا يوجد ملل ابداً في تبادل إطلاق النار و مشاهدة لحظات معاناة أعدائك الأخيره , أحد الخصائص الجديده في هذا الجزء هو ما يعرف بـ الـ Last Stand بحيث حينما تكون على وشك الموت سوف تصبح الصوره بطيئة ايضاً و يجب عليك التقاط الشخص الذي اصابك لاقتناصه حتى تنهض على رجليك مجدداً , و صدقني سوف تموت كثيراً في هذه اللعبة , فاللعبة تملك أعداء ذو ذكاء اصطناعي لا اقول انه مثالي بل أكثر تحدي و صعوبه , البعض منهم لا يحاول المجازفه في مواجهتك مباشرة بل من وراء حاجز , أما الأخر فهو الذي يحاول أن يحاصرك من كل الجوانب و يأتيك من الجهة الغير متوقعه , رغم أنني ارى من غير المنطقي ان ترى شخص بهذه الفدائية في القتال حتى يصل إليك و الذين احياناً يصبح هدف سهل , و كذلك ايضاً بعض الاعداء بل العديد منهم لا يختبيء جيداً بحيث يظهر طرف من جسده مثل رأسه يمكنك تفجير دماغه بسهوله , أووه نسيت أذكر خاصية الـ Cover أو الاختباء خلف الجدران التي تظهر لأول مره في السلسلة , حسناً هذه الخاصية فائدتها بالنسبه لي حينما يكون هناك جيش كبير من الاعداء لا تستطيع قتلهم بشكل مباشر , و هي كذلك خيار ثاني للاشخاص الذين لا يحبون فكرة مواجهة الأعداء و الصوره البطيئه , لكن بالله عليكم من لم يحبها ؟ شخصياً عشت في حالة إدمان في استخدامها في كل لحظه و في كل ثانية , اقفز من فوق السلالم و اسفك عدد من الدماء , ثم انهض مجدداً لأواجه احدهم خرج للتو من الباب الامامي حتى اغوص مرة اخرى و اكسر له بعض العظام , مجرد ان تستخدم الـ Bullet Time  تشعر أنك مخرج في وسط فيلم اكشن لكن الفرق أنك لا تعرف ماذا يحدث في الخطوة التاليه , لا أنسى إمكانية مواجهة الاعداء وجهاً لوجه بحيث سوف ترى "ماكس بين" و هو يفجر مخيخ احدهم أو يركل خصية الأخر , اعود مجدداً للاعداء الذين سوف تلاحظ مدى تفاوت مستوياتهم و استراتيجاتهم و حتى أسلحتهم , فـ هناك الأعداء الحثاله الذين يحملون اسلحه خفيفة و لا يتوزعون بشكل جيد , بينما هناك الأعداء المحترفين الذين يحاولون الالتفاف عليك و يحملون اسلحه ثقيله و يملكون دقة في إطلاق نيرانهم و يرتدون دروع صلبه , فـ حتى لو اصبتهم أكثر من مره سوف تلاحظ أنه سوف ينهض على قدميه مجدداً و هذا الأمر ينطبق حتى بقية الاعداء , إذا بقيت لوقت طويل تختبيء خلف الجدار فسوف يأتي أحدهم إليك و كأنه يقول واجهني وجهاً لوجه ايها الجبان , لذلك يجب أن تعرف أنك "ماكس بين" و هذا يعني انك رجل صلب تستطيع مواجهة أعدائك باستخدام الـ Bullet Time  , نعم اللعبة من النوع الذي سوف تخسر فيه كثيراً , و هناك عداد صحة التي سرعان ما تنقص في اي لحظة تقف مثل الأبله وسط الاعداء و لا تطلق رصاصة شرفيه .

شاهد رصاصتك اين تتجه ؟

مراحل ذات تصميم متنوع

دائماً لا أحب الاسترسال في الحديث عن الرسوم و الجرافكس , لكن لعبة Max Payne 3 تجبرك على الاستمتاع في كل مرحلة , المتعة تكمن في التنوع المذهل في تصميم المراحل سواء من ناحية المكان نفسه أو في الأجواء المحيطه للمرحله , بكل تأكيد أرى تصميم المراحل المتقن واحد من اسباب إبعاد الملل في اللعبة بغض النظر عن أسلوب التحكم اللذيذ , فـ سوف تكون سائح في هذه اللعبه بالبرازيل و تتجول في جميع قطاعات و أماكن المدينة التي تم تصويرها بشكل مرعب و فوضوي , فـ هناك كمية تفاصيل جميلة و تعطيك شعور بالحياه في اللعبه , مرحلة مثل شوارع البرازيل الفقيره أو مرحلة إعادة ذكريات "ماكس بين" و جعلك تتذكر ماضيك القديم لكن بصورته العصريه , طبعاً إضافة إلى التفاصيل الدقيقة التي قد لا نلحظها مثلاً في احد المراحل يمكنك مشاهدة بالاسفل الشوارع و السيارات بشكل واضح و في وضح النهار و ليس مجرد أضواء مثل اغلب الألعاب !  و لا أنسى تتويج تلك المراحل بوجود قالب موسيقي رائع في كل مرحلة بحيث كل ما تتذكر تلك المرحله سوف يتبادر إلى ذهنك الموسيقى الموجوده فيها , هناك الكثير من المقطوعات الموسيقيه التي علقت في ذهني حتى انني حينما اخذت في البحث عنها و سمعت بعض منها تذكرت المرحله سريعاً , هناك ايضاً ميكانيكة قتل الاعداء و تطاير أجسادهم بمرونه و اختلاف وضعيات الموت بأشكال متعدده و الكيفية التي يتاطير بها الدماء و بالصوره البطيئه الدقيقه , لدرجة انني اعتقد أن كل شخص اقتله لديه طريقه مختلفه في الموت و هذا سبب اخر ليعطيك متعة في القتل , فـ هناك الموت السريع و الموت البطيء و لحظات الاحتضار , طبعاً لا انسى البيئه القابله للتكسير و تحويلها لفوضى كـ قطع الزجاج و الأثاث و كل شيء حولك يتأثر بالرصاص و يجعلك تعيش في جو أكشن فوضوي حقيقي , و احد التفاصيل الدقيقه التي ذهلت بها هو انني لاحظت حتى بقايا الرصاص الذي تطلقه او الذخيره التي تفرغها سوف تلحظها تبقى على الأرض و لا تختفي ! التحكم في شخصية "ماكس بين" اعتقد انه اصبح أكثر ثقلاً و واقعيه مما كان عليه في الاجزاء السابقه , حتى انه حينما يقوم بعملية الـ Bullet Time لن ينهض تلقائياً مثلما معروف في الاجزاء السابقه , بل ان "ماكس" يبقى في الأرض و في نفس الوقت تستطيع أيضاً إطلاق النار ! لكنني ارى ان اللحظه بين ان ينهض "ماكس" و القيام بعمل أخر يحمل نوع من البطء مما يعرضني كثيراً لوابل من الرصاص , أحد الإضافات التي استمتعت بوجودها جداً هي فكرة تجميع الـ Clues , فـ عادة حينما نجد أي لعبة فيها اشياء تجمعها من النادر تجد تلك الحماسه التي تريد البحث عنها أو انها تحمل فائدة كبرى في مجرى القصه , لكن فكرة جمع الأدلة ترتبط بشكل مباشر مع القصه و أحداثها و كنت أغضب حينما اضيع احدها لأنني سأفوت مشهد معين يشرح جزء من القصه او سأفوت تعليقات "ماكس بين" الساخره , لا أنسى ايضاً وجود التلفاز بشكل أكثر فعاليه و وضوح من الأجزاء السابقه , فـ في الجزء الثالث يمكنك ان تجد في مراحل مختلفه شاشات التلفاز و التي تعرض أخبار أو دعايات أو المسلسل الكرتوني The Adventures of Captain Base Ball ! طبعاً جميع تلك المواد تحمل لمسات Rockstar الساخره و الكوميديه و التي بالنسبه لي تضيف متعه أخرى في اللعبه , لكن بشكل عام هذا الجزء كان يفتقد للاستكشاف و خطي أكثر من الاجزاء السابقه التي كانت تحمل غرف و أماكن يمكن التنقل فيها .

الجانب المشرق من البرازيل

"ماكس بين" قصتها احتفظت بجوانب و قوّت جوانب

قبل أن اقتني اللعبه , اعترف أنني لعنت من ابتكر فكرة تغيير شكل "ماكس بين" بصورته الأصلع , اعترف أنني اعتبرت عدم وجود أفضل مقاطع سينمائيه على هيئة "الكوميكس" أو القصص المصوره في الفيديو جيمز المتعارف عليها في السلسله سبب كفيل لفشل هذا الجزء , اعترف أنني غضبت لاختلاف مراحل Max Payne 3 و ابتعادها عن الاجواء السوداويه و دخلوها في اضواء اشعة شمس البرازيل الحارقه , لكن تباً لي , العالم الجديد الذي خلقته Rockstar في لعبة Max Payne 3 جعلني انسى كل تذمراتي السابقه و ازداد قناعتي و حبي بـ هذا المطور الخارق , فـ المطور نقل السلسلة لموجه جديده تناسب أسلوب العاب العصر الحديث بصوره لا يمكن ان تطلب أكثر منها , ابتداءً بـ طريقة الأخراج و تقسيم الشاشة إلى ظهور العبارات القوية على الهامش , تماماً مثل أسلوب المخرج "توني سكوت" , لا أعرف إذا احد ما سبقني بقول هذا الشيء لكن من الواضح أن المطورين استلهموا طريقة الاخراج من هذا المخرج بشكل كبير , و هذا قد يبعد عنا أسلوب عرض المقاطع السينمائيه بشكلها التقليدي إلى شكل أكثر سينمائية و احترافيه في الأخراج و كأنك تعيش في فيلم اكشن هوليودي , رغم أن القصه بشكل عام لم تكن عميقه لكنها كانت ذكيه بالتدرج التي تم إدخال شخصية "ماكس بين" إلى عالم العنف و القتل مجدداً بشكل غير مباشر , و الجميل احتفاظها بأسلوب السلسلة بالتركيز على شخصية "ماكس بين" حتى أهم من الأحداث نفسها , فـ ما يفكر به "ماكس بين" و ما يشعر به هي رؤيتك الحقيقيه لباقي القصة , و الجميل ايضاً حتى تعيش ما يواجهه "ماكس بين" فـ اللغه البرازيليه سوف تسمعها كثيراً و لكن دون ترجمة بحيث يضعك في موضع "ماكس" في عدم معرفة ما يحدث حوله , في هذا الجزء تم تصوير شخصية "ماكس بين" كما ظهر عليها في الاجزاء السابقه , ذلك الرجل الغاضب الكئيب الذي لا يتوقف عن لوم نفسه بـعد مقتل زوجته و ابنته , وفق المطور كثيراً بإظهار الوجه الأخر لـ شخصية "ماكس بين" ليس الرجل الغاضب المنتقم , بل الرجل الكئيب العجوز الثمل , تصوير جانب معاناة حياة "ماكس بين" لوحدها كان لـ يعطي من يمثل تلك الشخصية جائزة الأوسكار , لكنني لا اتفق مع بعض مراجعات اللعبه بوصف هذا الجزء أنه الأكثر معاناه في السلسله , بل انه لا يقارن بـ مقدار البؤس و المعاناه التي عاشها في الجزئين السابقين , فـ هذا الجزء استطيع وصف شخصية "ماكس بين" انه كان ضعيف و ضائع بدلاً من انه شخص منتقم غاضب لأن صلب أحداث القصه لم تكن تتصل بشكل وثيق في حياته الشخصيه , الطريقة المثاليه التي تخلقها لنا Rockstar في شخصيات ألعابها و تصويرها بشكل واقعي حتى بأدق التفاصيل و الأفعال حتى تشعر أنهم كائنات ذات أرواح و ذلك بأتقانهم لـ لغة الجسد التي تنقلها لهم شخصياتهم بدلاً من مشاهدة جهاز آلي يتحدث مثل بعض الألعاب , ماذا عن العنصر الأقوى في سلسلة "ماكس بين" ؟ إنها الطريقة الروائية التي يصف بها "ماكس" الأحداث من حوله و كأنه كاتب يؤلف قصته الخاصه , لازالت تحتفظ بمستواها القوي بحيث لا يكف "ماكس بين" بإرسال عباراته الصلبه و تشبيهاته المعبره و كلماته المنتقاه بعنايه , حيث انه يسخر من نفسه و من هيئته و ملابسه و حياته و الطريقة التي يفكر فيها , بل انه بين الفتره و الأخرى يروي كل ما يشاهده و يراه اثناء اللعبة و يطلق تعليقات خارج إطار القصه بطريقته الخاصه , جانب أخر من اللعبه يجعلك تعيش تجربه مثالية و في أثناء اللعبه , حتى أنه توسع في إطلاق العبارات التهكميه ذات الكوميديا السوداء في لحظات غير مهمه , مثلاً لو تأخرت عن مهمة ما فـ سوف تسمعه يقول "Time was a luxury I couldn't afford" أو حينما تلتقط حبوب مسكن الألم سوف يردد عبارات مختلفه طبقاً لمجريات القصه مثل "Breakfast of champions" , فـ حرفياً كلما يفتح "ماكس بين" شفتيه يجب ان تصغي سمعك له و تتمعن في كلامه فـ النص الذي تم حياكته يملك أسلوب عجيب و ممتع , و مع وجود تلك المقاطع السينمائية الهولويوديه و شخصية صلبه مؤثرة و أسلوب روائي فلسفي زاد من متعة اللعبة أكثر هو وجود اللحظات السينمائية التي تحدث في أوضاع و أشكال مختلفه من مراحل اللعبه , و حتى تلك اللحظات برأيي اعتقد انها لم تقلد ذاك اللعبه أو تلك , بل بالعكس كان طريقة عرضها يحمل ايضاً قالب سلسلة "ماكس بين" لأنها جميعاً لحظات مذهله تعتمد على الأكشن و على الـ Bullet Time , رغم أن هذا الأسلوب يعتبر جديد على السلسلة لكنني كم استمتعت معها خصوصاً حينما تدخل في لحظات أكشن مجنونه تعطيك شعور فوري بأنك تلعب أفضل لعبة أكشن لهذا الجيل .

أسلوب هولويودي في عرض القصه

الخلاصه :

في الواقع عشت صراع داخلي ما بين تفضيل الأسلوب القديم للسلسله أو هذا الأسلوب الحديث , لكن لما لا أحصل عليهما الأثنين ؟ و لماذا لا استطيع أن اقول جميعهما كانت رائعه ؟ لكن المفاجأه بالنسبه لي في الجزء الثالث هو ان Rockstar اخذت السلسلة إلى بر الأمان رغم اختلاف أسلوب الاجزاء الكلاسكيه لكن الأسلوب الذي صنعوه كان هو الأخر مذهلاً , باختصار Max Payne 3 بلا شك أفضل لعبة اكشن في هذا الجيل , ليس على صعيد أسلوب التحكم الممتع فحسب بل على صعيد تجسيد شخصية "ماكس" نفسها و بوجود النص القوي و اللحظات المثيره .

0 التعليقات:

إرسال تعليق