فيلم بوسني حربي درامي عام 1997.
أثناء حرب البوسنة و الهرسك يدخل الشاعر حمزه في نوبة كآبة بحيث لا يتوقف عن الثمل، و يضطر لأرسال زوجته و ابنته إلى كرواتيا حتى لا يتحمل عبئهم، لكن فجأه يجد منزله تم اقتحامه من قبل طفلين يتيمين هربوا من احد مجازر الحرب و في طريقه للبحث عن عمتهم، لم يجد حمزة خيار سوى مساعدتهم و العيش معهم في لحظات من الأمل و الضحك الذي يسوده دائرة سوداء.
أحد أروع الأفلام البوسنية التي شاهدتها حتى الآن، طريقة تصوير حياة حمزة الذي يريد الهروب من واقع الحرب و القتل المحيط من حوله و ذلك أن يشرب الكثير من المسكر ليذهب عقله رغم انه كان قبل الحرب شاعراً رقيقاً، لكن الآن يدرك ان الواقع و ما يكتب في السطور مختلف تماماً، و لدرجة بؤسه يقرر إبعاد اهله بل انه يشعر بالراحه انه لن يتحمل مصيرهم، لكن القدر ارسل إليه الطفلين "اديس" و الأبكم "كريم" اللذان لم يجدا سوى ظله حتى ينيرهم، اعجبني الجو الكئيب في الفيلم رغم وجود مشاهد عفويه بين الطفلين و حمزه لكن رغم ذلك المخرج يجعلك تستدرك مهما ما ان تريد ان تعيش حياتك بشكل طبيعي لكن موجة القتل و الحرب تجعلك تسير إلى حافة الأنهيار و الكآبه، و هذا ما يستدل به الفيلم طوال احداثه حينما يتخيل حمزه في كل مره انه يشنق نفسه بحيث ان قدرة تحمل الانسان لا تحتمل لتجعله بل تدفعه بقوه للظلام و الجنون، الممثل الذي أدى دور حمزة قمة الروعه مشاهد كثيره ابدع بها في تصوير حالة الجنون التي وصل لها و كأنني أرى "جاك نيكلسون"، و في نفس الوقت الطفلين لم يكونا مجرد حمل على الفيلم بل ادؤهما لوهله شعرت ان الفيلم حقيقه، أداء عفوي رائع و لطيف خصوصاً شخصية "اديس" الذي هو اكثر كلام و يترجم إشارات الابكم "كريم" و هو الأخر اعتقد انه ابكم حقيقي من تعابير وجهه، التمثيل كان في القمة و مليء بالعفويه، و الفيلم رغم مشاهد الضحك و الحياة لكنه يصدمك بالواقع المظلم و الكئيب في إطار جميع احداث الفيلم إلى نهايتها القاسية، اعيب على الفيلم ان بعض المشاهد كانت فوضويه نوعاً ما.
2 التعليقات:
تقرير جميل ، ما حصلت للفلم ترجمة عربيه اذا كانت عندك يا ليت تعطيني واحمل الترجمة المتوافقه
شكراً، للاسف لا يوجد ترجمة عربية، أنا شاهدته بترجمة أنجليزية.
إرسال تعليق