الكاتب: اوقاي ترياقي أوغلو
تاريخ النشر: 2010
النوع: تاريخي
الناشر العربي: الدار العربية للعلوم
نبذة:
الرواية الأولى من سلسلة ثلاثة روايات تحكي عن حياة العصر الذهبي للدولة العثمانية عندما حكمها "سليمان القانوني"، حيث تركز على جوانب متعدده من شخصيته بعيداً عن التعظيم، حيث تتنوع الرواية في سرد حياة "سليمان" بداية على لسان اقرب الاشخاص له مثل الجاسوس "وهيمي" و اقرب اصدقاء السلطان "إبراهيم البرغالي"، ثم يتناول الجوانب السياسية الساخنة بين العثمانيين و الصفويين و كذلك التهديد المستمر للامبراطورية الروم، و من ثم الفتوحات العظيمة مثل حصار قلعة "رودوس" و فتح "بلغراد" و معركة "موهاج".
رأيي:
لا اعرف حينما اقتنيت تلك الرواية كنت اعتقد ثمة شبه بينها و بين رواية "قصر الذئاب" التي تتناول سيرة ملك بريطانيا "هنري الثامن" و مستشاره "توماس كرومويل"، حيث تلك الرواية ركزت أكثر عمق على تلك الحقبة التاريخية و بصورة أكثر تفصيل عن حياة الملك و الازمات التي تعرض لها و الخلفية التاريخية انذاك، لكن رواية "القانوني" في الحقيقة لم تكن منصبه اهتمامها الاول لشخصية "سليمان" حيث أن السلطان شخصية من ثلاث شخصيات يتناوبون على سرد الاحداث على لسانهم، إلى جانب "سليمان" هنالك الجاسوس "وهيمي" الذي يجوب البقاع متنكراً و متجسساً على خطط الاخرين، و هنالك "إبراهيم البرغالي" الذي وصل إلى اسطنبول عبداً و ثم طار إلى اعلى سلطة في البلاد.
تلك الشخصيات جعلت من الرواية تتنقل في سرد القصة من وجهات نظر مختلفة، و في الحقيقة هذا الأمر نفع في الكثير من الاحيان حينما تريد معرفة ماذا يدور في ذهن الاخر و كيف ينظر للشخصية الأخرى، خصوصاً العداوه البارده بين "وهيمي" و "إبراهيم" و كيف ان كلاً منهما يريد ان يطيح بالأخر، و على الجانب الاخر هنالك "سليمان" الذي يشعر بالوحدة رغم كل هولاء الناس الذين يتمنون خدمته، لأنه يعرف انهم لا يكترثون له بل كل ما يريدوه هو السلطة و المناصب العليا، احد الجوانب التي اعجبتني هي الخطب النارية التي يلقيها السلطان اثناء المعارك الملحمية و كذلك الوصف الجميل لها و جعل تستشعر مدى قسوة الحرب و الموت في آن واحد.
تمنيت ان الرواية تركز اكثر أو بشكل كلي على شخصية السلطان لأنني حينما انتهيت من الرواية لم استطع ان اعرفه عن قرب بما فيه الكفاية، كما أن الكاتب انتقل لمواضيع مختلفة و شخصيات متعدده تمنيت ان لا يشتت نفسه بحيث يعطي تفاصيل كبرى لتلك الحقبة فإما أن يركز على حياة السلطان في قصره و الوضع الراهن في الدولة العثمانية او على فتوحاته و معاركه او على علاقته مع المقربين منه، على سبيل المثال لم اتعرف بشكل كافي على واقع الشوارع العثمانية في ذلك الوقت حيث ان الكاتب سرد الكثير من المصطلحات و المناصب العثمانية دون تفسير الكثير منها، و لم اعرف وجهات نظر الامبراطوريات الاخرى عن الدولة العثمانية، حتى مآثر شخصية السلطان و الذي اشتهر بالعدل و مقولته المعروفة "السيف لا يقيم العدل" لم يتم ابراز الكثير من صفاته و خصاله بصوره واضحه و دقيقه، الكثير من التفاصيل استغربت انه تجاهلها بعد ان بحثت عن شخصية "سليمان" سواء كانت في المعارك او حياته الشخصية التي لم يذكر علاقته مع والدته او زوجته الاولى او حتى ابنائه، و حتى "إبراهيم" الذي كانت له مواقف عديده و يعتبر اشد المكروهين في الدولة رغم انه نال منصب الصدر الاعظم، و لا انسى واقعة خيانة والي مصر "احمد باشا" و التمرد الذي قاده ضد السلطان التي تم ذكرها بصوره موجزه، و كذلك لم يتم اعطاء حق اعظم قائد بحري "خير الدين بربروس"، و كذلك بعض الوقائع التاريخيه لم يتطرق لها، لكن افضل شيء انه على الأقل اغلب المعلومات المذكوره لم تكن من وحي الخيال، و هنا وجه الاختلاف مع رواية "قاعة الذئاب" التي تم اشباعها من كل الجوانب، و كل ما ذكرته لأنني في الحقيقة اريد ان الم بحياة تلك الشخصية بصورة شاملة.
الرواية بشكل عام ممتعة و تعطيك نبذة سريعة عن شخصية "سليمان" و المقربين منه، و بالطبع الكثير من الوقائع التاريخيه رغم انها لا تحتوي على تفاصيل عديده، طبعاً هذا لا يعني أن الرواية سيئة بل جيده جداً و انا انوي استكمال قراءة الثلاثية.
اقتباسات:
"أن تنتظر معروفاً من عبد فهذا مستحيل، إنه فقط ينتقم عندما تسنح له الفرصة."
"مشكلة العبيد ليست في أن يصدقه أحد أو لا يصدقه، فهو يدرك أنه لا يستطيع ابداً إثبات إخلاصه الحقيقي، مشكلته الأساسية ألا يجد أحداً يصدقه."
"إن الذين لم يخوضوا سابقاً معركة حقيقية، سيجدون حكايات البطولة و الحماسة تلك جذابة جداً، لكن الأنسان عندما يرى حياته على المحك، و يرى وجه الموت البارد، يدرك جيداً تكشيرة الحرب الحقيقية و معاناتها بعيداً عن متعة الحكايات، لأن "المعرفة" مع الأسف علم سطحي بلا تبحر و هي ليست إلا شعوراً يصل الأنسان بطرائق متعدده، و تختلف عن "الأدراك" حيث يشعر الانسان بمشاعر مختلفة داخله تذكر بصحوة الألوان اللامعة في رسومات الفرنسيين العتيقة.هكذا هي الحرب، اضطرار إلى التخلي عن أهداف يرمي إليها الطرفان في المعركة، و نزول الرعب بكل أشكاله على الطرفين، و الحرب هي مشاهدة القاتل و المقتول دون أن تعلم من المحق منهما و من المخطيء، و الحرب شعور بالعدم المخيف الذي يحل بعده الخراب و يتساوى في إدراكه الغباء و الذكاء...هذه هي الحرب."
نداء إلى اسماعيل الصفوي:
"إن بلاد الملوك مثل زوجاتهم، و الرجال الشجعان لا يسمحون لأحد بأن يمسها، و ها أنذا قد دخلت بلادك منذ أيام، و أسير فيها من دون أن اسمع أي خبر منك، فإن آثرت الأختباء فحرام أن تكون من بين الرجال، و عليك أن تلبس الحجاب و تنتزع المغفر، و تلتف بالملاءات بدلاً من الدروع."
قصيدة جلال الدين الرومي:
"حين ترى جنازتي لا تقل إنه الفراق.
فذاك وقت لقائي و صحبتي.
تراه غروباً في ناظريك لكنه الشروق.
ربما القبر يبدو سجناً لكنه للروح خلاص."
إمرأه عجوز تشتكي السلطان سرقة الإنكشارية لمنزلها:
"-سليمان: أماه، أنت لا تستطيعين أن ترفعي رأسك في عمرك هذا من ثقل النوم، ثم تحاسبيننا على سلب بيتك! لم تنامين بمثل هذا العمق؟
-العجوز: لا تؤاخذوني يا مولاي، كنت أظنكم صاحين و لهذا نمت بطمأنينية في بيتي."
مطلع رسالة سليمان إلى شارلكان:
"من سلطان السلاطين و حاكم الحكام، و ظل الله الذي يمنح التاج للحكام على الأرض، سلطان البحر الأبيض و البحر الأسود و الروميللي و الأناضول و آذربيجان، سلطان الشام و حلب و مصر و مكة و المدينة و القدس و كل الديار العربية و اليمن و العديد من الممالك"
0 التعليقات:
إرسال تعليق