Our sponsors

8 يناير 2013

الكاتبه [هيلاري مانتيل] في [قصر الذئاب]


 الكاتبه : هيلاري مانتيل
تاريخ النشر : 2009
النوع : تاريخ
الناشر العربي : الدار العربيه للعلوم

نبذه :

كانت بريطانيا في عشرينيات القرن السادس عشر تعيش كارثة حقيقية , لو مات الملك "هنري الثامن" من دون أن يخلّف وريثاً ذكراً و ستغرق البلاد في الحرب الأهلية , يريد "هنري" إبطال زواجه من "كاثرين أراغون" الذي دام عشرين عاماً  بسبب حقيقة عجزها إنجاب ذكر , و يسعى للزواج من "آن بولين" و لكن البابا يعارضه و كذلك معظم بلدان أوروبا , وسط هذا الأزمة يظهر "توماس كرومويل" و هو ابن حداد قاسٍ و سياسي عبقري و محامي فذ و ساحر مرعب و اسد متوحش , لـ يخرق جميع قواعد المجتمع البريطاني الصارمه في صعوده إلى السلطة , و اصبح اليد الثانية و العين الأولى التي لا يتخلى عنها الملك "هنري" لأعادة صياغة قوانين بريطانيا حسب رغباته هو و اهواء سيده .


 رأيي :

إذا كنت تبحث عن رواية مشوقة تحبس الأنفاس بأحداث مثيرة فهذه الرواية ليست اختيارك , هذه الرواية عبارة عن قراءة تاريخيه عميقه لما يحدث خلف الكواليس في قصر الملك "هنري" في القرن السادس عشر , فـ طوال أحداث الرواية سوف تتحدث عن موضوعين لا غير الأول : مسألة إبطال "هنري" لزواج "كاثرين" و مدى انقسام مستشاريه و طاقمه القانوني في محاولة سن صياغه مثاليه لمسألة الطلاق و نشر اعذار مختلفه مثل انها كانت زوجة سابقة لـ "آرثر" الأخ الأكبر للملك "هنري" و هذا يعني بطلان الزواج , و مدى تأثير هذه الحادثه حول دول أوروبا خصوصاً ان عائلة "كاثرين" من اعضاء الحكومه الاسبانيه , و كيف ذهب "هنري" لأبعد من ذلك بالزواج من "آن بولين" في محاولة حثيثه لأقناع أوروبا و اهمهم فرنسا وسط عدم رضا البابا في روما , و هذا ما يقودني للموضوع الثاني للرواية و هو ان هذا ما قاد "هنري" إلى اعلان انفصال إنجلترا عن الكنيسه الكاثوليكية و تعيينه هو شخصياً رئيسًا لكنيسة إنجلترا , طبعاً كل ما حدث هذا لم يكن لـ يحدث بوجود "توماس كرومويل" , الرواية سوف تتوج "كرومويل" بطلاً للقصة و تسرد لنا الكاتبه بداية نشأة هذا الرجل المتواضعه على يد والده الحداد القاسي الذي لا يكف عن ضربه و الانطلاق إلى ركوب درجات سلم السلطه و تنقله بين مناصب رفيعه مختلفه حتى اصبح اليد السحرية التي لا يستغني عنها الملك "هنري الثامن" و كيف ان "كرومويل" هو من يشرف على جميع ما يحدث خلف ستائر أنجلترا و يعتبر جزء رئيسي في كسر الكنيسة الإنجليزية مع البابوية في روما , لم يحدث هذا طبعاً إلا بفضل ذكائه و حكمته و عبقريته لدرجة انه يستطيع ان يتقلد أي وظيفه و اي منصب ويسحب البساط على اللوردات و النبلاء الذين يكنون له كل الحقد و الكره و يتسائلون من هو هذا الرجل ؟ و كيف اصبح صاحب الكلمه العليا للملك ؟ وصفوه بالغرور و الكذب و لم يستطع احد من كبار أنجلترا ان يقف أمامه , في الرواية هنا سوف تستعرض الكاتبه تقريباً سيرته الذاتيه و انه جزءاً لا يتجزأ في بريطانيا , فـ سوف تلاحظ رغم قسوته و عدم رحمته لخصومه لكنه في المقابل انسان عبقري يملك قدرة هائلة في الأقناع و الكلام و القضاء على المعضلات التي تواجهه الملك , و كذلك قلبه الطيب خصوصاً حينما اصبح منزله في "أوستن فرايرز" يجذب البسطاء من الفقراء و المتشردين و الاطفال اللقطاء و كل من لديه مشكلة يلجؤوا إلى هذا المنزل حيث يعتبر الملاذ الآمن لهم و تحول إلى منزل عامر بالعمل و النشاط و كأنها قبيله كاملة , الرواية سوف تستعرض جوانب اخرى من حياة الملك و مدى الترفه الذي يعيش به و غرامه بالنساء , و صولاً إلى جرائم هيئة الكنيسه و فسادها قبل و بعد إنفصالها و مدى قسوتها و تعذيبها و إعدامها للمهرطقين , حينما اتحدث عن أسلوب الكاتبه فهو في الحقيقه متقلب نوعاً ما , رغم مدى إبداعها الفلسفي في الخطابات و الوصف لكن طريقة عرضها لأحداث مهمه احياناً تصبح بارده و تمضي مرور الكرام , كما أن بعض اللحظات يتم سردها بشكل مبهم و غير مفهوم , خصوصاً فيما يتعلق في الحوارات و الطريقة التي تتحدث الراوية على لسان "توماس كرومويل" و احياناً اعتقد ان شخص اخر من يتحدث , لا اعرف إذا هذه المسألة لها علاقة في المترجم العربي , و كذلك لا انسى انك عزيزي القاريء سوف تتشتت كثيراً في بداية الرواية من كمية الشخصيات و المناصب و اسماء المدن و القصور , و الأكثر ارباكاً في الرواية هو ان اغلب شخصياتها اسمائها متشابه مثلاً اسم "توماس" و "آن" و "ماري" سوف يتكرروا كثيراً على مدار الروايه , لكن رغم ذلك لا ألوم الكاتبه بما أن جميع الشخصيات هي حقيقيه , و انا تفاجأت كثيراً تحديداً بأن شخصية "توماس كرومويل" و ما فعله كلها موثقه في التاريخ و تعتبر حقائق واقعيه مما جعلني ابحث كثيراً عن هذه الشخصيه و أحداث الروايه كلياً و تعجبت كيف انني لم اسمع بهذا الرجل من قبل , بشكل عام هذه الروايه تقدم رؤيه تاريخيه و سوف تعرفك على الكثير من الاحداث و الوقائع بأسلوب قد يتقبله البعض و قد ينفر الأخر .

ملاحظة : الراوية سوف يصدر لها ثلاثة اجزاء , الجزء الثاني صدر عام 2012 تحت اسم Bring Up the Bodies .


اقتباسات :

- " ما الغايه من إنجاب الأطفال إن لم يكن كل جيل أفضل من الذي سبقه ؟ "

- " ماذا ينالون من التغيير ؟ يستبدلون كلباً متخماً بكلب جائع ينهشهم حتى العظم "

- " اختيار زوجة هو اشبه بوضع يدك في كيس مليء بالكائنات المتلوية , إنكليس واحد مع ست أفاعٍ , فما هي فرص إخراج الأنكليس ؟ "

- " هكذا كانت الطفولة , تعاقب , ثم تعاقب مجدداً على اعتراضك , هكذا تتعلم عدم التذمر "

- " لديهم عدد من الرهبان و الكهنة الذين يوجهون نظر الناس إلى السماء بينما يسرقون جيوبهم "

- " من الحكمة التخطيط لما ستفلعه خلال ستة أشهر , و لما ستفعله خلال عام , و لكن ليس من الحكمة ابداً ألا تضع خطة للغد "

- " قيل إن نهاية العالم ستحل عام 1533 , و ثمة من عيّنها في العام الفائت أيضاً , لم ليست في هذا العام ؟ ثمة دائماً أشخاص مستعدون للادعاء أن نهاية العالم أصبحت وشيكة "


- " سكان المدينة الذين لا يعدون و لا يحصون من الرجال و النساء و معهم الحيوانات الحجرية , و أشياء لا تصنف بشرية و حيوانية , من أرانب ذات مخالب و أرانب وحشية طائرة , إلى طيور ذات أربع قوائم و أفاع مجنحه , و كائنات غريبة ذات أعين جاحظة و مناقير بط , و رجال مكللين بالأوراق أو مخلوقات برؤوس ماعز أو خرفان , مخلوقات ذات أسلاك معقدة و أجنحة جلدية , ذات آذان مكسوة بالشعر و أقدام مشقوقة , ذات قرون و زئير , و ريش و حراشف , بعضها يضحك و بعضها يغني , و بعضها يشد شفتيه إلى الخلف ليظهر اسنانه , أسود و رهبان , حمير و أوز , مخلوقات مرعبة محشوة بطونها , سُحقت كلها باستثناء أقدامها العاجزة المتمايلة , من الجير أو الرصاص , من المعدن أو الرخام , تصرخ و تضحك بصوت يعلو على صراخ الجماهير , تصيح استهجاناً و تئن و تتنهد , من الأعمدة و الجدران و السطوح "

- " اسجن كرومويل في زنزانة تحت الأرض في الصباح , و ارجع إليه لتجده جالساً على وسادة مترفة , يأكل ألسنة طيور القبّرة , و كل السجانين مدينون له بالمال "

0 التعليقات:

إرسال تعليق