Our sponsors

11 أغسطس 2009

الركض خلف السراب !


"هل اسمي ضمن القائمة السوداء ؟ أو أنني مصاب بـ لعنة ما ؟"

اسئلة حمقاء اردت ان اعرف اجابتها بعد ان رفضتني 4 جامعات .


عندما أعود لـ بداية القصة الكئيبة .. و ذلك بعد ان مضى اسبوع تقريباً من نهاية اختبارات الثانوية العامة و لم يعلن عن النتائج الا بعد مرور أسبوع .

و بعد هذا الانتظار الطويل..و في صباح اليوم حين حصلت على الشهادة سألني الجميع عن وجهتي المستقبليه القادمة ؟

كنت محدد اين سأذهب و ما هو التخصص الذي اعجب فيه .. أليس هذا ما ننصح به دائماً ؟!

الجيولوجيا .. ماذا ؟ .. نعم الجيولوجيا هو ما اريد ان اتخصص به .. لم يكن والدي يعرف ما هي الجيولوجيا أصلاً .. سخرية من هنا و كلام اخر من هناك .. و العباره المشهوره "ليس له مستقبل"

حسناً .. حسناً .. إنه علم مثل اي علم اخر من كيمياء او فيزياء .. أم تريدون ان اصبح طبيب اسنان .. كما يحدث عن سؤالك اي طفل صغير "وش تبغى تصير لو كبرت؟" .

اما المكان كانت جامعة طيبة .. و سريعاً سجلت بمنتدى الجامعه باسم "تائه" و اخذت استفسر عن هذا التخصص كثيراً..و الاغلبيه كانوا لا يعرفون عنه شيئاً..سريعاً اتى احد الأشخاص و اخبرني بالمفيد المختصر "انت ما خذ مقلب على نفسك" لم يكن هناك تخصص جيولوجيا حيث تم إغلاقه من فتره .

سريعاً .. حددت وجهتي الثانية جامعة الملك عبد العزيز في جدة .. هناك كلية متكامله للـ جيولوجيا .. و الاجراء المعتاد اني اسجل في منتداهم لكن هذه المرة باسم "تائه بين الردهات" قدمت على الجامعة .. و لكم كنت متيقن من قبولي حتى انني بدأت انتظر الموعد كثيراً و لم اقدم على اي مكان أخر .

الصدمة كان مفجعه لي .. لم يتم قبولي و تم تحويلي لـ الأنتساب .. انتساب ؟ ما هذا الكلام الفارغ .. لم استطع تمالك نفسي جراء الصدمه و اصبح يومي اسوداً .. و لدرجة ان منعني من التفكير ماذا افعل بعد ذلك .

حسناً .. بعد يوم او يومين تمالكت نفسي و حددت وجهتي الثالثه .. جامعة الملك سعود في الرياض .. و كالعاده سجلت في منتدى الموقع باسم "تائه في الحياه" .

انتظرت .. انتظرت .. ثم ماذا؟!

كلية المجتمع بالرياض دبلوم ادارة الموارد البشرية الفصل الثاني .. نوعاً ما بدأت اتقبل هذا الأمر .. و معتاداً على الصدمات .. و اصبح الأمر لي بمعنى ابحث عن اي مكان و ادرس فيه .

في الجوار .. كلية ينبع الصناعية .. التحقت بمنتداهم باسم "تائه 2 " و ظهرت النتائج لست مقبولاً .

يا الله ..

ماذا يحدث لي ؟ ماذا اصاباني ؟ هل اسمي ضمن القائمة السوداء ؟! أو أنني مصاب بـ لعنة ما ؟!

لحظات كآبه .. و اعصاب منهاره .. و يبدو ان القدر يسوقني لـ أن أكون عاطلاً .

هنا بدأت اتذكر مرحلتي الدراسيه من الابتدائيه للثانوية ..

حقيقة كم كنت احمقاً .. و شعرت بأنني اضعت عمري في تلك السنين بالجد و المثابره .. كنت ذلك الشخص الكتوم الذي ينفذ اوامر معلمه بحذافيرها ..

حتى اذكر انني في مرحلة في المتوسطه حصلت على معدل 100% لا يهم اذا اردتم ان تحسدونني لأنني ليس لدي اخسره الآن .

و في الثانوية مع انني كانت معلومات الرياضايات و غيرها اكبر من حجم عقلي .. الا انني اجهد نفسي في امتصاص اي درس او قانون .. و ارى الطلاب من حولي يضحكون و لا يعطون الدراسه اي اهتمام و اقول في نفسي "ويحك يا فلان .. كيف سيعيش هذا الفتى مستقبلاً ؟ " الآن اعتقد انه وجد له مقعداً في احد الوظائف او الجامعات بينما انا من اضاع عمره هبائاً .

حقيقة هناك امور استفدت بها من هذه التجربة :

اولاً : ان لا تحلم كثيراً للمستقبل .. و تعلق امال و احلام كبيره في حياتك .. حتى احياناً من يحلم ان يصبح طبيباً أو عسكرياً و يسأله احد الاشخاص عن وجهته القادمه فيخبره الاول فيرد على الثاني " ستصبح طبيباً بارعاً .. أو عسكرياً نفتخر به " و هذا إمضاء على عقل هذا المسكين الذي لم يتحلم فقط بل يعيش في هذا الحلم و كيف انه طبيب او عسكري و ذو اسم و وزن .. بينما الأمر لا يصل حتى بقرب ما يحلم به .. فالحياة حقيقة تسير بشكل عشوائي فأنت من تحلم ان تكون طبيباً قد تصبح فراشاً في احد شركات ابغض الاشخاص الفاشلين دراسياً معك .

ثانياً : توقع الأسوأ و الأسوأ دائماً .. فلا تفكر ابداً انك ستحصل على سيارة جديدة موديل 2015 من والدك .. و تتخيل كيف تقودها و تفخر بها امام اصحابك .. ابداً .. فكر ماذا تفعل لو لم يشتري لك والدك هذه السياره ؟ و ما هي البدائل التي سوف تتخذها ؟ و ماذا تفعل حيال ذلك كلياً ؟ فهل تتنازل عن موديل 2015 الى موديل 1999 ؟ فكر في الأسوأ و حاول ان تتكيف معه .. فإذا حدث الأفضل خيراً و بركه و حينها افرح كما تريد .. و لكن ماذا تفعل في حال الأسوأ ؟ انها ستكون صدمة و يجب ان تكون متكيف لها من قبل .

ثالثاً : لا تسأل السؤال الاحمق لـ طفل ما .. "وش تبغى تصير لو كبرت؟" فيجب الطفل "طيار" فيبتسم السائل و من معه و يقول له احدهم "سوف تحجز لي من الآن مقعداً في طائرتك" و يقهقه الحمقى الذين معه .. هذا سؤال ساذج و يدعو الطفل بأن سيكون طياراً مستقبلاً و يصدق هذا الشيء و كأنه حصل على توقيع رسمي او ضمان لحين هذا الوقت .

رابعاً : لا تجتهد في مسعاك ابداً .. و اعني بالاجتهاد هو الاجتهاد المصحوب بالتفكير و التعب و البعد عن كل وسائل الترفيه و تركيز كل عقله في مستقبله .. لا .. عش حياتك كما تريد بكافة انواع الترفيه فأنت سوف تحصل لا محالة على ما يناسبك و مستحيل ان تحصل على ما يفوق قدراتك و طاقتك .

اصحاب النجاح و من حقق غاياتهم هو اناس "استثنائيون" و اذا اريد ان اصفهم بالمعجزة فهم كذلك .. و لأن من يحقق ما يريده هذا يعتبر شخص فريد و انسان لا مثيل له .. و تجد كل الناس تسلط الأضواء عليه و غالباً ما تجده مشهوراً .. و مستحيل تجد شخصاً ناجحاً لم يلقى التقدير الذي يريده .. و أنا اقصد الناجح بحق .. و ليس من يدعي النجاح !

الآن .. بعد ان استنفذت كامل خياراتي .. و ملأت هذه الاجازة بـ "جاليون" من الهم و الكآبه .. فسوف اجعل كل هذا خلف ظهري لأنني خسرت كل ما اصبو اليه .. و لا يوجد المزيد لأخسره .. و لكن بالطبع سوف يكون في قلبي جزء كئيب للابد .. حينما ابقى لوحدي و افكر قائلاً "من أنا ؟" و اقارن نفسي بأي شخص اقابله أو احدثه حتى و لو البائع الهندي في البقاله .. فهو استطاع ان يكون حياته .. و يصبح شخص ذا معنى .. بينما انا شخص فارغ جسدياً و مجرد فائض في هذه العالم .. و ليس لدي اي شيء اخدم به اي شخص .. بالاختصار "عالة" .

و مع ذلك احاول تعويض ما فاتني من الأجازه في الهم و الغم الذي لم اجني من خلال كل هذا الركض شيئاً ابداً .

فسوف استأنف اكمال لعبة F.E.A.R 2 ..

ماذا ؟ اين وصلت ؟ نعم المرحلة السادسه ؟ و شخصية Snake Fist ?
انه شخصية غامضة بالفعل .

و سأعاود مشاهدة الأفلام و احرص ان تكون ذات الطابع الدموي لأغذي به قلبي المرهق .. و ماذا بعد ؟

مزيداً من النوووووم .

4 التعليقات:

غير معرف يقول...

ليش أنت متحطم ؟؟؟


مهما صار خلك متفائل وأن شاء الله تلقى اللي تبيه ...


وصراحة قوية كلمة عالة فأنا مالقيت احد أبد يقول عن نفسه عالة إلا لو واحد متحطم وماخذ فكره أنه راح يتدمر مستقبله ...


عموما الله يوفقك...وتذكر أن كل ذا بأرادة الله وليست لعنة ...

Bu-Jabra يقول...

نفس حالتك والله يامحمد, رفضوني جامعتين ومومحصل وضيفه .. لكن مع ذلك نفس ماقال الأخ اللي قبلي خلك متفائل .. زي مايقولون "لاحياه مع اليأس", سجل بالكورس الثاني نفس ما أنا بسوي وخلك متفائل, أو أقلها سجل بمعهد منه تستفيد من الوقت الضايع ومنه تاخذ شهاده ترفع منك لما تجي تشتغل ^ ^

Tom Marvolo Riddle يقول...

فكّرت لحظةً في مقامي هذا ،، مقام الناصح / المعزّي لشخص تعتريه غياية مظلمة جرّاء صدمة تلقاها عند ارتطامه بنهاية أفق مسعاه . الأصعب من هذا ، أن كلّ خطوة يخطوها ستترك أثراً عميقاً في مستقبله ، في حياته ، فيما هو عليه . أثراً غير قابل للزوال .
معرفتي أن محطّم الزجاج لا مجال لترميمه أوكد من معرفتي أن الثوب الممزّق في الحسبان ترقيعه .
ليس عندي ما أقوله لك . سوى هذه القصة ، التي تعلمت من خلالها درساً هو أصعب درس تلقّنته في حياتي ..
كنت ولوعاً جداً بتحصيل أفلام هاري بوتر بالجودة الخارقة، وقد هيّأت لذلك بشتّى الطرق ، حتى تسنّت لي الفرصة وأخذت بنابل تحميل نسخة بلو راي فائقة الجودة ، بحجم هائل يقارب الـ 34 جيجا بايت . كنت سعيداً جداً بمراقبة عداد مرور الساعات وهو يتزايد ، كنت أتخيّل اللحظة التي أشغل فيها هذه الملفات وأستمتع فيها غاية الاستمتاع . مضى اليوم واليومان والأسبوع . حتى وصلت نسبة المنقضي من التحميل إلى ما يقارب الـ 60 بالمئة .
ثم فجأة وطِأ أخي كيبل الكهرباء الخاص بجهازي فأطفاه ، فاشتظت غضباً ، وما إن أعدت تشغيل الجهاز حتى اكتشفت ان التنزيل قد اختفى بلا أثر من البرنامج . وأن خللاً قد حصل بسبب الإطفاء الفجائي .
عندها .. نظرت في قبضتي وهي تغلق على نفسها بشدّة ، وما شعرت بها إلا وهي ملتصقة على وجه أخي وقد تطاير منه أحد أسنانه . نظرت إلى مقعدي بعدها ،، ثم جلست فيه ولملمت نفسي وقد تحطّمت . وأخذت بضع ساعات حزِناً مكتئباً . حتى انبثقت من بين شفتي كلمات ما لبثت إلا أن أصبحت كل ما يجول في خاطري ..
there is always second chance..
أخذت أرددها وأرددها حتى بدأت أصيح بها . وأخذت ابحث عن حلول لمشكلتي .. بحثت لساعات حتى اكتشفت حلاً . وبالفعل ، بدأ تحميلي من الإنطلاق مكان توقّف . ولكن ما لبث إلا أن مات بعد أن تجاوز بضعة نسب مئوية . - كان تحميل تورنت - . ثم بعدها ،، اكتشفت تورنت آخر لنفس المادة ولكن بحجم خيالي .. 11 جيجا فقط . وأنا أستمتع به الآن :) .
أعلم أن مضمار الحياة أصعب وأشعب - كثيراً - من هذا .. ولكن هي سنّة الحياة ، فما كان مقدّراً أولاً فهو مقدّر .. ثم هنالك - فُرَص - أخرى لعل كلّ الخيرة فيها .

موفّق كلّ التوفيق محمّد .

.. / عـاصـم
( Ox )

M.A.D يقول...

لأول مرة ارى هذا العدد في المدونه :)

حقيقة ما لم تفهموه في هذه التدوينه .. بأنني بدأت احاول الرجوع الى حياة طبيعية بعد ان اغقت كل الأبواب في وجهي ..

صحيح أن سيبقى جزء مني كئيب و صعب يزول و تعليقاتكم هذه نوعاً ما زادتنتي كآبه .. إلا انني الآن في مرحلة يجب ان ارضى بكل ما هو متوفر و ان كان حقيراً ..

و ياعاصم لا تتهور مرة اخرى من أجل هاري بوتر &&

شكراً اخواني .. (تركي - جابر - عاصم )

فعلاً انتم نعم الأصدقاء :)

إرسال تعليق