هل تتذكر ذلك الشعور حينما تتوقف بسيارتك في طريق مظلم برحلة سفر ما ؟ ماذا عن الدخول لمنزل شخص غريب في منطقة بعيدة و يتملك إحساس بعدم الارتياح من هذا الشخص ؟ قد تكون خلال تلك الرحلة ايضاً تتخيل بعض المشاهد التي تعتقد أنها غير طبيعية و كأنك تحلم ؟ إذا لم تجرب تلك اللحظات من قبل فـ لعبة Kentucky Route Zero سوف تضعك في رحلة غريبة على طول الطرق السريعة المظلمة في أجواء متوحشة بالسواد و مليئة بالغرباء .
لعبة Kentucky Route Zero هي من مطور مستقل indie و من نتاج تبرعات الناس على موقع Kickstarter حيث كان هدف المطور Cardboard Computer الوصول إلى 6,500 دولار لكنه نجح في تخطي هذا الهدف ليصل إلى 8,583 دولار ، اللعبة صدرت عام 2013 و تنتهج أسلوب الحلقات و التي تبلغ عددها 5 حلقات صدر منها واحدة فقط و نالت على تقييم 7 من 10 من قبل موقع Gamespot ، بينما موقع iGN منح اللعبة تقييم 8.3 من 10 ، و بشكل عام نالت على معدل مراجعات 81% طبقاً لموقع Metacritic ، اللعبة متوفرة على جهاز الحاسب الآلي .
نبذة :
نبذة :
"Conway كونواي" هو سائق شاحنة يعمل لتوصيل الطلبات من قبل أحد المتاجر ، مهمته الحالية هي توصيل أحد الطلبات إلى عنوان Dogwood Drive ، حيث يبدأ بالسفر عبر طرق "كنتاكي" برفقة كلبه و اللذان لسوء الحظ يظلان الطريق و لكنه يعرف بعد ذلك أن المسلك الوحيد ليذهب لوجهته هو أن يسير على طريق Route Zero الغامض .
بداية رحلة سائق الشاحنة |
رأيي :
كونك تشاهد صورة أشبه بالرسم الفني و لكنك تعلم أن تلك الصورة في الحقيقة عبارة عن لعبة فيديو جيمز ، هذا سبب كفيل للانطلاق لأشباع فضولك و محاولة معرفة كيف أن تترجم هذا الفن على هيئة فيديو جيمز ، و لا يمكن أن من صمم هذه الرسوم أقل عبقرية من أن يصنع لعبة فيديو جيمز ، من هنا بدأت في اقتناء لعبة Kentucky Route Zero و التي لم تخيب ظني ابداً ، أحاول أن اتمالك نفسي في مدح هذه اللعبة و ابدأ في شرح أسلوب اللعبه بشكل عام ، هي لعبة تنتهج أسلوب الـ Point &Click لكن اللعبة لم تريد أن تجعل من نفسها كـ أي لعبة "أشر و اضغط" أخرى ، بل حاولت في خلق لعبة لها أسلوبها الخاص ، بداية كـ اي لعبة Point &Click يمكنك التفاعل مع البيئة أو الناس من حولك لكن بشكل محدود جداً ، لكن ما تلاحظة هو الطريقة التي يتم فيها رواية ما يراه البطل "كونواي" بحيث يتم الحديث عن ما يتفاعل معه و كأن ثمة قصة تحكى ، مثلاً لو أردت فحص رفيقك الكلب سوف يتم وصفه : "An old hound in a straw hat. Both have seen better days." ، و كذلك بعض المحادثات و التي بالمناسبة لا تحتوي على مقلدين اصوات ، هذه المحادثات بعضها يتم صياغتها بشكل روائي مثلاً حينما تبدأ محادثة ما يتم وصف الطريقة التي يتحدث بها الشخصية مثلاً يذكر أن "كونواي" أخذ يتنحنح أو يطرق على الطاولة أو يتم وصف الهيئة التي عليها الشخصية بأسلوب سوف يتعارف عليه الأشخاص الذين يقرؤون الروايات .
كونك تشاهد صورة أشبه بالرسم الفني و لكنك تعلم أن تلك الصورة في الحقيقة عبارة عن لعبة فيديو جيمز ، هذا سبب كفيل للانطلاق لأشباع فضولك و محاولة معرفة كيف أن تترجم هذا الفن على هيئة فيديو جيمز ، و لا يمكن أن من صمم هذه الرسوم أقل عبقرية من أن يصنع لعبة فيديو جيمز ، من هنا بدأت في اقتناء لعبة Kentucky Route Zero و التي لم تخيب ظني ابداً ، أحاول أن اتمالك نفسي في مدح هذه اللعبة و ابدأ في شرح أسلوب اللعبه بشكل عام ، هي لعبة تنتهج أسلوب الـ Point &Click لكن اللعبة لم تريد أن تجعل من نفسها كـ أي لعبة "أشر و اضغط" أخرى ، بل حاولت في خلق لعبة لها أسلوبها الخاص ، بداية كـ اي لعبة Point &Click يمكنك التفاعل مع البيئة أو الناس من حولك لكن بشكل محدود جداً ، لكن ما تلاحظة هو الطريقة التي يتم فيها رواية ما يراه البطل "كونواي" بحيث يتم الحديث عن ما يتفاعل معه و كأن ثمة قصة تحكى ، مثلاً لو أردت فحص رفيقك الكلب سوف يتم وصفه : "An old hound in a straw hat. Both have seen better days." ، و كذلك بعض المحادثات و التي بالمناسبة لا تحتوي على مقلدين اصوات ، هذه المحادثات بعضها يتم صياغتها بشكل روائي مثلاً حينما تبدأ محادثة ما يتم وصف الطريقة التي يتحدث بها الشخصية مثلاً يذكر أن "كونواي" أخذ يتنحنح أو يطرق على الطاولة أو يتم وصف الهيئة التي عليها الشخصية بأسلوب سوف يتعارف عليه الأشخاص الذين يقرؤون الروايات .
ظلام هه ؟ |
اللعبة لا تتوقف هنا بطريقتها الفريدة برواية القصة بل أنها سوف تجعلك تشارك في خلق جانب القصة ، و أنا لا أعني مثل أغلب الألعاب في هذا الوقت و التي تجعلك تواجه اختيارات تحدد مسار القصة ، لا ، بل أنت من تضع البهارات على جوانب القصة و خصوصاً طريقة تكوين شخصيتك هل هو شخص متحفظ لا يخبر الجميع بماذا يفكر به أو أنه غير ذلك بحيث أن بعض خيارات الحوارات حينما تختر واحده لا يمكنك ابداً العوده للخيار الأخر ، و حتى أعطي مثالاً على ذلك في بداية اللعبة سوف تواجه شخص يسألك عن كلبك فتظهر لديك ثلاث خيارات تحدد إذا هذا الكلب ذكر أو أنثى و ايضاً الاسم الذي تطلقه عليه أو حتى لا يمكنك تسمية الكلب بأي اسم و اياً يكن الخيار سوف يستمر معك حتى نهاية اللعبه ، أو مثلاً حينما تتحدث مع أحدهم يمكنك أخبار قصة حياتك الخاصة طبقاً للخيارات الموجوده , كنت اعتقد مدى محدودية التأثير على طريقة رواية القصة ، لكن مع التقدم باللعبة و من دون أن افسد عليكم التجربة سوف تشهد عدد من المواقف التي أنت تسرد القصة بأشكال مختلفة و ترى أثرها بشكل فوري ، واحدة من عناصر رواية القصة في اللعبة هو مدى مشاركة مشاعر "كونواي" مع رفيقه الكلب ، فـ مع اي حدث جديد يمكنك التحدث إلى كلبك فقط للتعبير عما تشعر به و كيف كنت تفكر ، مثلاً تخبر الكلب أن هذا المنزل مخيف أو أنه جميل أو يمكنك حتى تكون شخص غير مبال بالكلب و تحدثه بلهجه عاديه ، طبعاً الكلب لا يتحدث معك لكنك في نفس الوقت تساهم في الطريقة التي يفكر بها "كونواي" و هي نفسها الطريقة التي ترى أنت بها الأحداث .
جانب من أسلوب المحادثة و التي قد تسردها بطريقتك الخاصة |
لعل واحد من عوامل اللعبة هو الجو العام العجيب الذي صنعته اللعبه لنفسها ، فـ سوف تجعلك تخوض شعور بالغربة و الشك مع الأحداث التي تحدث حولك ، فـ أنت مجرد سائق شاحنة ظل طريقة في طرقات مظلمة و مخيفة لا تعرف تثق بمن و تحاول التعامل بحذر مع الناس و من حولك ، وحشة السفر و السواد الداكن في اللعبة تم تتويجها بتصميم اللعبة الرئيسي الذي يطغى عليه السواد و يعطيك شعور حلكة الليل و رعب الطريق ، حتى أنك تسعد في بعض المواقف حينما تجد بعضاً من الأضواء لتأنس وحدتك ، هذه الخلفية الرائعة التي أنشئتها اللعبه وفقت في جعلك تعيش جو الرحلة و خصوصاً حينما تتعرض للكثير من المواقف و التي تجعلك تعيش في حالة شك و رعب و لا تعرف ماذا يحدث فعلاً ، اللعبة نجحت ايضاً ليس فقط بالطريقة التي صممت بها اللعبة بل حتى بالمؤثرات الصوتيه و التي لا تحتوي على موسيقى دائمة فقط كل ما تسمعه هو صوت مرور السيارات بالطريق و الرياح من حولك يمنحك جو من السكون المريب ، و اخيراً و هي أحد عناصر اللعبة التي تفاجئت بها و أعجبت بها جداً ، هو أن اللعبة حينما أرادت خلق قصة قائد الشاحنة و تلك الرحلة العجيبه لم تتوقف فقط في إضافة العناصر التي ذكرتها فحسب ، بل أنك تستطيع أن تسافر عبر شاحنتك لمواقع مختلفه ، نعم ! اللعبة توفر خريطة تحتوي على مواقع متعددة و لا تعتقد أن كل ما تفعله هو اختيار و جهتك و انتهى الأمر ، لا ! بل أن هناك ثمة ايقونة على هيئة مقود السيارة تستطيع التحكم بها و محاكاة قيادة الشاحنة و الأنطلاق في تلك الطرقات و الشوارع المختلفه ، و مزيداً من إضفاء جانب واقعي يجعلك تعيش فعلاً رحلة السفر مع "كونواي" هو أنك لا تستيطع اكتشاف المواقف التي يمكنك الذهاب لها إلا حينما تقترب منها ، و هذا ما يعطيك جانب أخر من المفاجأه في اكتشاف أماكن مختلفه و مواقف غير طبيعية ، فـ بعض الأماكن لا تستطيع الذهاب لها بل يتم وصف ما يوجد بها بالطريقة الروائية ، على سبيل المثال تروي اللعبة و تقول أن هناك ثلاثة رجال الأول ذو هيئة معينه و الأخر يحدق باتجاه "كونواي" أو أمر من هذا القبيل ، أحد الأمور التي أعجبتني أن هناك ثمة أحداث أو لحظات جانبيه أنت من تستكشفها بنفسك و تبحث عنها رغم أنها لا تؤثر على القصة ابداً ، يمكنك تتبع طريق القصة الرئيسية فقط أو تستطيع استكشاف الخريطة أكثر و البحث عن أماكن جانبيه لديها بعض المواقف المختلفة ، لو أتحدث عن قصة اللعبة فـ رغم أنها عنصر أساسي في اللعبة لكن الطريقة التي تم خلق جميع العوامل لتعيش رحلة سائق الشاحنة تجعلك تستمتع فقط كـ شخص طبيعي ضل طريقه ، قصة اللعبه تملك الكثير من الغموض و تجعلك في حالة ترقب و تتسائل كثيراً ، و أجواء اللعبة ايضاً تساعد على شعور من العزلة و الوحدة معاً ، و بالطبع ليس جميع أحداث اللعبة في الطرق السريعة بل أنك سوف تزور عدد من الاماكن المختلفه .
طريقة التنقل الغير مباشرة |
الخلاصة :
لعبة Kentucky Route Zero ليست كأي لعبة Point &Click جربتها من قبل ، المطور وفق في خلق نموذج مختلف عما رأيناه في ألعاب أخرى ، كل تلك العناصر البسيطة في اللعبه نجحت في خلق شعور رائع لخوض رحلة "كونواي" ، ذلك الشعور الذي يسيطر عليك حينما تكون وحيداً بسيارتك و في طريق سفر تحت ظلمة الليل تم محاكاته هنا في هذه اللعبة و التي تميزت في جعل اللاعب لا يلعب اللعبه فحسب ، بل حاول المطور أن يجعلك تكون جزء من التجربة سواء عن طريق المساهمه و لو بشكل بسيط في تكوين شخصيتك ، أو بالطريقة التي تتنقل عبر الشاحنة و التنقل من مكان لأخر في أجواء موحشة جداً , هناك بعض السلبيات البسيطة التي لا ألوم اللعبه لها كونها لعبة من مطور مستقل ، مثلاً محدودية التفاعل مع البيئة من حولك و كذلك بعض صياغة الحوارات غير جيدة ، لعبة بالفعل حازت على اهتمامي و اتمنى مشاهدة المزيد من مثل هذه الألعاب بعيدة العنف و متشوق جداً لصدور الحلقة الثانية و استكمال رحلة "كونواي" الغامضة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق