Our sponsors

22 نوفمبر 2013

قد تكون المعرفة طريق لنهاية مجرة في [Mass Effect]



الفضاء، عالم فسيح و مليء بالغموض و الأساطير، و طبعاً العالم الذي أطلق العنان للمؤلفين لخلق قصص و عوالم خيالية، شاهدنا في هوليوود أفلام Star Wars و Star Trek، و حصلنا نحن عشاق الفيديو جيمز على لعبة Mass Effect، إنه لمن الغريب أن نجد مادة الخيال العلمي و عالم الفضاء و المجرات يعاني فقر في ألعاب الفيديو جيمز، لكن هل Mass Effect تعتبر النموذج المثالي لألعاب الفضاء؟ سوف اسرد إنطباعي فقط عن الجزء الأول الذي انهيته للتو.

سلسلة Mass Effect بشكل عام هي لعبة خيال علمي من منظور ثالث و تحمل عناصر RPG، اللعبة من تطوير BioWare و نشر EA، صدرت اولاً عام 2007 على الـ Xbox 360 ثم في 2008 على PC ثم الـ PS3 عام 2012، اللعبة حصدت معدل مراجعات ممتاز بـ 91% طبقاً لموقع Metacritic، موقع GameSpot منج اللعبة تقييم 9 من 10، بينما موقع IGN أعطاها تقييم 9.4 من 10، حصد اللعبة لقب أفضل لعبة RPG في جوائز Spike TV و موقع GameTrailers و موقع IGN، موقع GameSpot منحها لقب أفضل تقليد أصوات و أفضل موسيقى، صحيفة The New York Times اعطتها لقب لعبة العام.

نبذة:

العام هو 2183 حينما اصبح التطور التقني في الفضاء هائل لدرجة بناء المدن في مختلف الكواكب و العمل مع مختلف المخلوقات و استكشاف مصادر طاقة جديدة في مجرات بعيدة و ذلك بفضل تقينة Mass Relay الذي يعتبر أحد بقايا حضارة الـ Protheans و الذي يمكن من التجول في الفضاء بسرعة قياسية، هذه الحضارة هي من انشأت الـ Citadel و هي قلب المجرة و التي يعيش فيها مختلف أجناس المخلوقات بما فيها البشر و يتبادلوا شتى أنواع المنافع الاقتصادية و المعرفية، قصة اللعبة تتمحور حول القائد "شيبرد" الذي يعمل في الـ Citadel و يكتشف أن أحد العملاء معه في قوة Spectre خان مجلس الـ Citadel بحيث يبدأ في مطاردته ليكتشف حقيقة قد تهدد المجرة بأكملها.

"شيبرد" الأمل الوحيد !

في الحقيقة كنت اتوقع أن اللعبة من النوع المثالي في العديد من الجوانب لكنني تفاجأت في سلبيات تعتبر اساسية في اي فيديو جيمز، اسلوب اللعبة يتجزأ ما بين معارك نارية و حوارات و استكشاف، و كأي لعبة RPG فأنها سوف تخيرك في تحديد شخصيتك ذكر/انثى و معها سوف تختار أصناف تحتوي على سلسلة من المواهب أو الـ Talents المختلفة، و التي تتفرع ما بين قدرات قتالية في استخدام مختلف الأسلحة أو قدرات خارقة أو قدرات تقنية من اختراق بعض الأبواب أو الصناديق المشفرة، حتى الآن لا يوجد شيء جديد في اللعبة و مثل هذه العناصر ليس المهم تواجدها بقدر كيفية تطبيقها، لو أخذنا مثلاً المعارك القتالية و استخدام الأسلحة فمن المحبط سوف يتوفر لديك من بداية اللعبة جميع الأسلحة و التي تشمل مسدس و رشاش و بندقية و بندقية قنص، هذه الأسلحة رغم أنها تتنوع بأسمائها و مدى قوتها لكن للاسف تظل السلاح كما هو بحيث لا تشعر بفارق كبير سوى من ناحية القوة، نعم يمكنك تعديل السلاح و إضافة عليه بعض التطويرات من ناحية نوعية الذخيرة و غيرها، لكن المقصد أنك لن تشاهد أسلحة بهيئات مختلفة أكثر ابتكار مثل ألعاب الخيال العلمي المختلفة و أنا أعني من على شاكلة Halo، فالسلاح يبدو نفسه من بداية اللعبة إلى نهايتها سواء من ناحية الهيئة أو الذخيرة، و هذا نوعاً ما يجلب الملل في القتال بسبب عدم التنويع في الاسلحة، و السيء ايضاً في الأسلحة أنها لا تحمل نظام الذخائر بل أنها لديها اسلوب مختلف بحيث كلما استمررت في إطلاق النار بشكل متواصل سوف يتوقف السلاح تلقائياً بسبب الحرارة و يجب عليك الإنتظار حتى تستطيع الرمي من جديد، و هذا الأمر بحد ذاته كم وضعني في مواقف سيئة لم أفهم الهدف منها، ربما في أي لعبة أخرى اتقبلها لكن في لعبة خيال علمي من المفترض تكون الأسلحة أكثر تطور من ذلك! و ثم هناك استخدام القنابل اليدوية صحيح أن تصميمها جيد بحيث حين تقذفها سوف تطير بسلاسة مثل السهم و تتجه للهدف، لكن أغلبها تأخذ وقت للانفجار و كذلك لا تستطيع رمي أكثر من قنبلة بشكل متتالي لأن ايضاً هناك نظام الانتظار بين قنبلة و اخرى، أنا لا أعرف الكثير في ألعاب الـRPG و إذا هذه عناصر طبيعية معروفة في هذا الصنف من الألعاب لكنها مضجرة جداً خصوصاً من ناحية الأسلحة التي من المفترض تطلق العنان لخلق أسلحة مبتكرة، طبعاً كل هذا نتج عن انني محمل بعدد كبير من الاسلحة و بعت منها العديد و وصلت لدرجة الاكتفاء في منتصف اللعبة بما ان اغلبها لا يتميز بعضها عن بعض، لكن من ناحية الدروع فهي التي فعلاً تحدث الفارق و اغيرها باستمرار بحسب الاعداء الذي اواجه.

ثم هناك الفريق الذي معك، و هذا للاسف لم يعطي للعبة اي اضافه كبيرة أو بعد استراتيجي، الكثير من الأحيان استفيد منهم بجعلهم كبش فداء أو دروع بشرية -أنا لا امزح- بحيث يشتتوا انتباه الأعداء و استطيع قتلهم من دون ادراكي، و القليل من الأحيان يقوموا ببعض الأعمال المفيده لكن اسلوبهم في القتل يأخذ وقت طويل و هذا مما يستدعيني اقوم بكل العمل لوحدي، لا تعتقدوا أنني مهمل الفريق لأنني اعطيهم أفضل الدروع و الأسلحة و اهتم في ترقية نقاط "المواهب" أو القدرات التي يمتازوا بها، و الحسنة الوحيدة هي قدراتهم الخارقة التي يمتلكونها بحيث استفدت منها مثل قدرة شخصية Liara و التي تمكن من جعل الأجسام تطفو و تطير في الهواء، و تمنيت يكون العمل بشكل أفضل من ناحية هذه القدرات لأن بعضها لم يفي بالغرض الذي اريده بحيث لا تشعر أنها تحدث اي أثر إيجابي، لكن حتى لا اظلم فريقي فكل شخص يمتاز عن الأخر بأسلوبه و ربما اصبحت أفضل الثلاثي Garrus و Kaidan و Ashley بما أنهم لديهم نزعة قتالية أكبر و شخصية Wrex مشكلته انهم يفضل الالتحام قريب المدى بينما Tali سيئة في القتال لكن القدرات التقنية بارعه بها رغم انني استغنيت عنها بعد أن أصبح Garrus يوازيها في مهارتها.

الأسلحة  تعاني من قلة الأبتكار

عالم اللعبة بشكل عام مثير للاعجاب، فـ من الواضح نرى جهد و اهتمام قدرة الكاتب في إخراج عالم بكل تفاصيله من كواكب و مخلوقات و اهتم بإضافة ابعاده الجانبيه من ثقافة تلك الأجناس المختلفة و طريقة معايشتهم للحياة و حتى تاريخهم الخاص، فكل مخلوق لديه عالمه بشتى جوانب حياته و ما يتميز به عن الأخر، الجميل أن الكاتب لم يتوقف هنا بل ألف تاريخ من وحي الخيال طبعاً عن كل ما حدث قبل حتى بداية اللعبة، فاللعبة تبدأ أحداثها في عام 2183 لكن ما قبل ذلك التاريخ إلى عام 2148 يوجد الكثير من الأحداث و الحروب رغم أنها لن تظهر في اللعبة لكنها تتوفر في وثائق مختلفة و يجب قرائتها حتى تعطيك خلفية عن عالم اللعبة و ايضاً عما يتحدث به الشخصيات من مصطلحات مختلفة و التي بدورها تشير إلى أحداث سابقة في هذا التاريخ، هذا من ناحية الخلفية الكاملة عن ناحية اللعبة، لكن للاسف من ناحية خلق عالم حسي مثير للابداع أو الابهار هنا افتقدته اللعبة بشكل كبير، فـ مستوى تصميم العديد من أماكن اللعبة أقولها و للاسف متردي، بغض النظر عن الـ Citade، لكن تمنيت أشاهد عوالم مبهرة التصميم و الابتكار مثلما نشاهدها في أفلام Star Wars، هناك أماكن حرفياً تجدها مكررة الشكل و أخرى فارغة تماماً من اي محتوى فني و تفتقد للروح تماماً، حتى على ناحية تصميم المخلوقات رغم انها لا تقارن بسوء تصميم الأماكن لكن ايضاً تمنيت اشاهد جانب إبداعي و ذو بعد ينم عن خيال واسع، نعود مرة أخرى للاستكشاف في اللعبة و هنا وفرت اللعبة حرية التجول من كوكب إلى اخر بواسطة مركبتك الفضائية الـ Normandy حيث هناك كم هائل من الكواكب و التي قبل ذلك تتجزأ من Star clusters إلى Star systems و من ثم يأتي الكوكب، و طريقة الاستكشاف حينما تنتقل لاحد هذه الكواكب سوف تكون في أرض خالية تماماً و بحوزتك سيارة فضائية للتجول و استكشاف بعض عبوات الأسلحة أو مصادر طبيعية من حديد و بلاتنيوم و غيرها و هي التي سوف تأخذ دور الـColletable فقط من أجل التجميع، لكن قيادة السيارة احياناً يكون مضجر جداً حينما تكون البيئة عبارة عن جبال و مرتفعات عديدة خصوصاً أنك  تستخدمها للتنقل فقط و ايضاً تحمل اسحلة نارية، لكن جانب السيارة تمنيت أن يكون أكثر سعة مثل تكون هناك مهمات مطاردة خلالها أو يمكنك ترقيتها و اضافة اسلحة مختلفة و أنا أقول ذلك بما أنها تعتبر جزء اساسي في اللعبة و إلى نهايتها و هي بحوزتك لذلك كان من الافضل الاستفاده منها بأفكار مختلفة، طبعاً الفائدة الكبرى من الاستكشاف هو الذي لأخذ المهمات الأضافيه خلال أحد تلك الكواكب و غالباً يكون موقعها عبارة عن قاعدة تشبه بالتصميم أحد القاعدات السابقة في مهمات أضافيه مختلفة، طبعاً المهمات الأضافيه ليست سيئة فكلها تحمل قصص مختلفة رغم انك في النهاية سوف تقاتل أحد ما، و إضافة جانب الحوارات فيها يغير كثيراً من رتم المهمة، و المهمات الإضافية ايضاً لا يشترط ان تكون مهمات قتاليه فهناك مهمات تساعد احدهم و هناك مهمات تختبر مهارتك في الأقناع أو الترهيب من خلال الحوارات ايضاً، لذلك استطيع أقول بالجمل أن المهمات الإضافيه جيده جداً، لكن بشكل عام الاستكشاف رغم وجود هذا العالم الفسيح لكنه لا يحتوي على اي نشاطات جانبية ما عدا المهمات الإضافية.

تمنيت الاستفاده من السيارة و العالم الفسيح بأشكال مختلفة

ربما أفضل عنصر أعجبني في اللعبة إلى جانب العالم المبتكر و الأصلي و الغير مقتبس من اي منتج أخر، هو جانب الحوارت و كيفية تأثيرها في كثير من جوانب اللعبة سواء كانت القصة الأساسية أو المهمات الإضافية أو حتى علاقتك مع بقية فريقك، من ناحية القصة فـ لديك شخصية الخاصة في التعامل مع الشخصيات المختلفة و كذلك مع أعضاء مجلس الـCitade، فهناك خيارات تعطيك الشخصية العاقلة المتزنه و هناك الشخصية المتهوره الغاضبه و هناك المعتدلة و المطيعة، و في الحقيقة استمتع كثيراً مع تلك الحوارات لأنها تبدو أكثر جزء تفاعلي في اللعبة و يعكس ردة فعلك لاحداث اللعبة، طبعاً لديك مسارين في اللعبة إما أن تكون الشخصية الغاضبة أو السيئة Renegade أو تكون الشخصية الطيبة المثالية Paragon و هناك عداد يوضح تقدمك في كلا الجانبين، لكنني شخصياً لم أحب ان اسير على اياً من هذاين الطريقين بحيث أن أغلب خياراتي أفضل ان تكون نابعة من نظرتي أنا -اللاعب- الشخصية لأحداث اللعبة، فـ بعض الاحداث ترغمني أن اكون متعقل خصوصاً إذا الأمر يترتب عليه خطورة كبيرة في جوانب القصة و احياناً بعض الشخصيات تستحق أن توبخها و تصرخ عليها لأنها في الحقيقة حمقاء أو انه يقف عقبة في طريقك، لكن المحصلة العامة كان معدل Paragon أكبر من Renegade رغم انني انهيت اللعبة بالنهاية السيئة و هذا يعني انني كما قلت انظر للعواقب و الاحتمالات التي تحدث و اختار بحسب رغبتي انا و ليس شرط ان اتجه لجانب واحد، و ضمن عناصر القدرات أو "المواهب" يمكنك ان تحصل على خيارات جديدة في الحوار تكون باللون الأحمر و الازرق و هي التي تكون حاسمة بكل الجانبين، رغم انني سبق و ان شاهدت مثل هذا الشيء في ألعاب الـRPG لكنني صراحة أفضل يكون خياراتي عفوية و ليس ان يكون هناك خيار حاسم و هذا يفقد من متعة انتقاء الجملة المناسبة، الحوارات كما ذكرت جميلة و مليئة في اللعبة و تعطيك وجهات نظر مختلفة في المهمات الاساسية و الاضافية رغم انني اعتقد ان اللعبة تضعك على خيارات مصيرية عديده لكنها هذا النوع من الخيارات لم تتجاوز الثلاث لحظات و احدها كان يخيرك بين حياة احد الشخصيتان و كانت لحظة عصيبة جداً، اعجبني ايضاً البعد الأخر من خلال تلك الحوارات هو الاستفاده منها في علاقتك مع الفريق بحيث ان الكثير منهم يتحدث معك عن مواضيع جانبيه او يسرد لك قصة عائلته أو ماضيه أو فيما يفكر فيه و هذا ممكن ينتج عنها مهمات اضافيه جديده، و اعجبني وجود سؤال لبعض الشخصيات بحيث تسأله عن رأيه في المهمة السابقة و هل كنت موفق في خياراتك و سوف تجد ردات فعل مختلفة، طبعاً لا انسى ما ينتج عن تلك الحوارات من علاقات غرامية، هذا الجانب الدرامي في "دردشتك" مع الشخصيات جعلني فعلاً اكون اكثر قرب من تلك الشخصيات و ليس مجرد فريقك مجرد من الاحاسيس و العواطف، ثمة نقطة اخيره اذهلتني في نصوص اللعبة هو كلما تختار احد ما من الفريق يرافقك في المهمات الأساسية سوف تشهد ردات فعل مختلفة و تعليقات جديدة، البعض فعلاً سوف يزودك بمعلومات جديدة و البعض فقط يطلق تعليقات طريفة، هذه النقطة اعجبتني جداً في اللعبة، خصوصاً انني بالصدفة في احد المهمات اخترت احد الشخصيات و تفاجئت أنني سوف أقابل شخص قريب من الشخصية و دار بينهما حديث شيق، جانب رائع جداً، و جعلني اتخيل كمية النصوص التي اعطيت للشخصيات المختلفة و كيفية تكون ردة فعلهم في تلك المواقف المتعددة.

بالنسبة لقصة اللعبة فـ رغم انها تسير في مسار واحد لكن في كل مرة تتقدم بالقصة تكتشف الكثير من الخفايا التي لم تتوقعها و تظهر لديك حقائق لم تتوقع تكون بهذه الخطورة، ثمة سحر رائع في خلق جو مناسب لكل مهمة تنجزها من خلال طريقة تقديمها في العروض السينمائية فمع كل مهمة تجد الجميع حولك يتفاعل معها و يستعد لها و يتحدث عنها مما يخلق جو رائع تشعر بانك في مهمة مصيرية أو حرب صعبة، شخصيات اللعبة بشكل عام ممتازة لكن السلبية الكبرى هو مقلد صوت "شيبرد" و الذي أقل من مستوى الشخصية و مدى تفاعله في القصة.

أنا استمتع بهذه الحوارات

الخلاصة:

لعبة Mass Effect من الواضح أنها مقدمة للجزء الثاني الذي سمعت عنه الكثير من الإعجاب، ثمة سلبيات عديدة في اللعبة لم اتوقع وجودها في اللعبة، لكنني لم اتذكر ابداً بل يوجد جانب اخر امتعني في اللعبة، اتمنى يكون العمل أكثر من ناحية الأسلحة و فعالية الفريق و محاولة الأبداع في تصميم عالم اللعبة، الحوارات في اللعبة لا أكذب حينما أقول انها من أفضل ما رأيت خصوصاً الطريقة التي تتفعال معها الشخصيات و استخدامها بأفكار مختلفة، Mass Effect 2 أنا قادم إليك قريباً.


0 التعليقات:

إرسال تعليق