Our sponsors

4 يناير 2014

لعبة [Thief: The Dark Project] أكثر من لعبة تسلل



على الرغم من وجود كم هائل من ألعاب الفيديو جيمز الرائعة خلال الجيل الحديث، إلا أنني دائماً أشعر أن لا يزال ثمة جوانب افتقدها في تلك الألعاب، جوانب انقرضت من ألعاب الفيديو جيمز الحديثة، و لذلك أنا لا أتوقف عن الرجوع أكثر أو أقل من 15 أو 20 سنة و ابدأ في استعادتها من خلال تلك الألعاب الكلاسيكية، هذا قد يكون سبب ثانوي لكنني شخصياً لطالما أجد في الألعاب الكلاسيكية روح مختلفة عن بقية الألعاب، أما في حالة لعبة Thief: The Dark Project فـ هي لعبة الخلسة التي كونت أساس بعض ألعاب التسلل و خرج من رحمها سلاسل مشهورة أمثال Splinter Cell و Hitman، نعم في الوقت الذي يصدر فيه أجهزة الجيل الحديث أنا ألعب لعبة صدرت عام 1998.

سلسلة Thief من نشر Eidos Interactive و تطوير Looking Glass ما عدا الجزء الثالث الذي طوره Ion Storm، الجزء الأول Thief: The Dark Project صدر عام 1998، بينما الثاني Thief II: The Metal Age صدر عام 2000، و الثالث Thief: Deadly Shadows عام 2004، و ثمة جزء منفصل تماما سوف يصدر في 2014، Marc Laidlaw مصمم و كاتب لعبة Half-Life يعتبرها لعبته المفضله و يشاركة الرأي Emil Pagliarulo مصمم لعبة Fallout 3، معدل مراجعات اللعبة 92% طبقاً لموقع Metacritic، موقع IGN منح اللعبة تقييم 8.9 من 10، أما موقع Gamespot أعطاها تقييم 9.1 من 10، اللعبة باعت نصف مليون نسخة إلى مايو 2000.

اللص "جاريت"

ربما تعتقد بما أن اللعبة قديمة جداً فإنها سوف تكون لعبة لا تقدم أي جديد و لن تبهرك بأي شيء، لكن هذه مقولة خاطئة و تفكير غير صحيح، شخصياً رغم أنني محب للالعاب الكلاسيكية كانت نظرتي سطحية عن هذه اللعبة، لدرجة كنت اسأل نفسي هل استطيع إكمالها للنهاية ؟ لكن الحقيقة أن لعبة Thief وجدت بها أمرين افتقده بل انقرض من ألعاب هذا الجيل، العنصر الأول هو التسلل، ألعاب التسلل في هذا الجيل بدون مجاملة عبارة عن هراء، مفهموم ألعاب التسلل بشكل عام تغير كثيراً و أخذ خطوة للوراء، و كل ذلك يعود إلى أن كل لعبة تسلل حقيقية يوجد بها جزء من التحدي و نوعاً من الصعوبة لذلك مطورين هذا الجيل في سياستهم الجديدة تجاه اللاعبين الجدد أخذوا على عاتقهم خياطة ألعاب تسلل بسيطة تناسب الجميع و كانت دائماً النتجية كارثية، ألعاب التسلل التي أعرفها منذ الصغر هي الالعاب التي تضع لديك أسلوب واحد لاجتياز المراحل فقط و هو أسلوب التسلل، لكن الحماقة التي أراها في ألعاب هذه الايام هي انها تعرض لديك طريقين الأكشن أو التسلل و هذا سخف، لأن إذا لعبة ما تحمل صنف التسلل فمن المنطقي أن يكون جميع عناصرها تسللية بحته و إلا اذهب ايها الاحمق إلى اية لعبة أكشن أخرى بما أنك فاشل في ألعاب التسلل، لعبة Thief من الألعاب القديمة الكلاسكية التي انتهجت هذا الأسلوب و تبعها سلاسل أخرى مشهورة كما ذكرت في المقدمة، المذهل أن عناصر التسلل التي تملكها Thief ليست متكلفة و مبالغ بها، بل أن كل ما تعتمد عليه في اللعبة و يعتبر سلاحك الرئيسي لاجتياز أعدائك هو الظلام و القوس، عنصر الظلام و محاولة الاختباء في الظلال احدث ثورة في وقتها و هي اللعبة الاولى التي تنتهج هذا الأسلوب، اللعبة مبدئياً أسلوبها لا يحثك لقتل الاعداء بل انها تمثل معنى اسم اللعبة Thief أو لص بحيث هدفك الرئيسي السرقة دون أحداث اي ازعاج، هذا العنصر رائع في اللعبة بحيث يجعل اللعبة يتقمص دور الفريسة و ليس الصياد خلاف أغلب ألعاب هذا الجيل، قد تقول من الممل أو المتعب اعتمادك على الاختباء من الاعداء طوال الوقت، سوف أجيبك أولاً إذا انت من تبحث عن التحدي و عاشق لعنصر التسلل لا اعتقد انك سوف تتذمر اساساً، اللعبة تقدم لك متعة في التوغل في قلاع و قصور و كهوف و مدن مختلفة مدججة بالحراسات و رغم ذلك تشعر بروح التسلل و شخصية اللص نفسها حينما تجتاز كل العقبات دون اي ضرر أو أن يشعر بك أحد، أعود لعنصر الظلال في اللعبة و مدى طريقة الابداع في تصميمها و التحديات التي تواجهك حتى تبحث عن ركن بسيط من الظلام و تسير على طول مضلعات الظلال و كأنك تسير على جسر و بجانبك نار ملتهبه، حتى تعرف مستوى عدم رؤيتك للاعداء يوجد عداد يوضح لك هذا، هناك الكثير من التحديات المختلفة للبحث عن بقع ظلماء فأحياناً المكان مظلم من الاساس، لكن بعد تقدمك في اللعبة سوف تلحظ العديد من المناطق الساطعة للاضواء و هنا يعتمد على ذكائك في اجتياز المكان، إما عن طريق دراسة جيدة لدوريات الحراس أو عن طريق صرف انتباه الحراس بأساليب مختلفة، لكن مع ذلك يأتي هنا دور القوس الذي تحمله و هو السلاح الرئيسي في اللعبة بحيث لديه انواع مختلفه من السهام جميعها تتركز في عنصر الخلسة أكثر من القتل، مثلاً لديك سهم -اعتبره كنز- الذي حينما تطلقه على شعل النار التي تضيء المكان سوف يطفئها في الحال و يجعلها تعم في الظلام، و هناك سهم الذي مجرد ان تطلقه يحدث ضجيج ليلهي الاعداء قليلاً، و قبل ان أذكر نوع أخر من السهام سوف اخبركم كم أن تلك اللعبة تعتمد في أسلوب التسلل بشكل واقعي و غير مبالغ فيه، فـ أنت لا تملك قدرات خارقة لرؤية الحراس من خلف الجدار، أو لديك تقنيات متقدمة للقضاء على الأعداء بدون أن تتحرك من مكانك، لا، و أنا أعني الأثر الكبير الذي يكلف رقبتك من خلال أحداثك لمجرد همس بأقدامك، صوت قدمك في اللعبة يعتبر من الاساسيات التي يجب أن تنتبه لها حينما تلعب اللعبة، لأنك لا تستطيع السير على كل ارضيه بنفس الشكل، كل أرضيه تختلف عن الأخرى، مثلاً الأرضية المعدنية تحدث صوت مزعج و يجب ان تمشي على اطراف اصابعك و هناك الارضيه المكسوة بالسجاد و هي الاقل صوتاً و هناك ارضية البلاط و كذلك تحدث صوت من نوع اخر، و كما ذكرت القوس لديه انواع من السهام احدها سهم حينما تقذفه على الأرض سوف يصبغه بمادة سائلة تجعل المشي عليها لا تحدث اي صوت، اعجبني الدقة و التفصيل في مثل تلك العناصر حيث تشعرك أنك تلعب لعبة تسلل حقيقية و تقدم لك الخيارات الغير متكلفة بحيث أن اللعبة فعلياً تم تصميمها ليتناسب مع أسلوب التسلل، و ليس اي تسلل بل من النوع الواقعي الفطري الذي قد يحدث لأي شخص، فـ كل تلك العناصر من ظلام و اختيارك في اين تضع قدمك تجعلك أن تفكر ألف مرة في خلق استراتيجتك الخاصة لاجتياز غرفة أو ممر ما، و تمنحك شعور التسلل الحقيقي أكثر من اي لعبة أخرى تقدم لك كل الادوات المنطقية و الغير منطقية لاجتياز المراحل، و هنا يحدث الفارق الكبير حينما تقارن لعبة Thief بأي لعبة تسلل أخرى، و في حالة لازلت لم تعرف الفارق بعد، أي لعبة تسلل اخرى تعتمد على كسر الرقبة و رصاصة على الرأس بمسدس كاتم صوت، لكن لعبة Thief لا يفترض بك قتل كل من تواجهه بل اعطت كل العناصر للتقدم باللعبة باستخدام اساليب واقعية بعيدة عن استعمال اي سلاح، جانب أخر جميل في اللعبة هو الطريقة التي تفتح بها الأبواب الموصدة بحيث أن اللعبة تقدم للك أسلوب بسيط في استخدام الـ Pick-lock فهو لا يعتمد على السهولة المفرطة فقط ضغطة زر أو الصعوبة بوجود اي نوع من الـMini-Game بل أن فكرتها في غاية الذكاء، فأنت تملك نوعين من فاتح الأقفال كلما تستخدم احدها سوف تلاحظ حركة قفل الباب ببطء و يحتم عليك التبديل بين فاتح الاقفال الذي تملكه و هذا ما يزيد جانب من التوتر و القلق خصوصاً حينما يكون أحد الحراس بالقرب و الكابوس الأكبر حينما تستمع لأصوات أقدامهم و أنت لا تعرف من أي جهة قادمون.

السهم الأزرق أفضل سلاح

لكن بالطبع لعبة بهذا العمر العتيق سوف تلاحظ ثمة اخطاء كبيرة، مثل الذكاء الاصطناعي و كيف أنهم يسمعوا اصوات لا يفترض بهم سماعها و من مسافات بعيدة، و البعض الاخر يكتشف مكانك رغم أنك في افضل وضع للاختباء، و طريقة التفتيش يوجد بها نوعاً من البدائية، و الأكثر إزعاج و الغير منطقية هو شخصيات الخدم أو الغير حراس يقومون بأدوار الحراس من تفتيش و هذا أمر في غاية الازعاج بالنسبة لي، لكن بالنسبة لي هذا لا يهم بما أن البناء الأساسي للعبة قدم لي معنى لعبة تسلل، و لعبة Thief رغم قدمها لكنها لم تتوقف عن مفاجئتي، كنت اعتقد أن اللعبة عبارة عن سرقات و هروب فقط، لكن اللعبة اعتقد بل أجزم أنها أفضل لعبة رأيتها في حياتي من ناحية مستوى تصميم المراحل، ما رأيته أذهلني جداً و متقدم عن عصره مئات الأجيال، فـ مراحل اللعبة تضعك في أماكن واسعة جداً و يختبيء بها العديد من المواقع السرية التي لا تكتشفها إلا بذكاء بالغ، هذا التفرع في اماكن اللعبة و اعطائك عنصر الاستكشاف هو العنصر الثاني الذي ادهشني في اللعبة و افتقده في ألعاب الجيل الحالي الذي دائماً يرسم لك مسار خطي واضح و محدد، و حتى الطريقة التي تستكشف بها لن تكون واضحة المعالم فـ اللعبة صنعت أماكن ليست جاهزة للاستكشاف بل انها موجودة حتى تبحث عنها أنت، فـ العديد من الأماكن السرية مختبئة بحيث أنها تحتاج أن تتسلقها في الوقت الذي لا تعتقد أنك قادر على تسلقها، إضافه لبعض الحفر الصغيرة و التي تنقلك لمكان أخر كلياً و لا أنسى استخدام لواحد من انواع السهام الذي يصنع حبل لامتطائه حيث هذه الخاصية سوف تجعلك ستكشف العديد من الأماكن السرية المرتفعة و التي تذهل أنك لم تلحظها و كيف أن المطور لديه الوقت حتى يتلاعب باللاعب و يخبيء تلك الحجرات، لعبة Thief أضافة لاتساع بقاع اللعبة ايضاً لا تعطيك فرصة في معرفة هدفك الذي تريد سرقته، حيث تقذفك بلا إي إرشاد و تجعلك تتوه في محاولة البحث عن هدفك، و أنا أعني بالضياع ليس فقط لكبر أماكن اللعبة من قصور و غيرها حيث اهتم بتصميمها بدقة كبيرة من سطح القصر إلى الحديقة و الطوابق المتعددة و الغرف المنتشرة و حتى مجاري المياه و السراديب المختلفة، هذا ليس ما أقصده في الضياع في الحقيقة، بل أن اللعبة يوجد بها عنصر ذكاء و تنويع في كل مرة تريد سرقة شيء ما، فـ لن تجدها على طبق من ذهب ابداً، بل دائماً تكون مختبئة في أماكن لن تتوقعها أو لا تستطيع الحصول عليها إلا بمخاطرة كبيرة أو أنك تحتاج لنوع من الألغاز حتى تحصل عليها، مثل أن أحد الأشياء التي تريد سرقتها يتطلب منك للحصول عليها أن تضغط خمسة مفاتيح مختبئه في القصر، و لذلك اللعبة قدمت عنصر أخر جميل في اللعبة هو وجود الرسائل العديدة و التي تكمن فائدتها بوجود بعض التلاعب بالعبارات و التلميحات ما بين السطور لمعرفة مكان ما تبحث عنه، و رغم اني ذكرت كلمة الضياع كثيراً رغم أنك تملك بوصلة و خريطة لكل مهمة تقدم لها لكنها جميعاً تعتمد على غريزتك في استشكاف الموقع الذي تريد الذهاب إليه إما عن طريق الرسائل أو التنصت على الحراس و العديد من اللحظات لا هذا و لا ذاك حيث تعتمد كلياً على مهاراتك و ذكائك لأن الخريطة نفسها غالباً تكون غير واضحة و مليئة بالرموز و الطلاسم العجيبة، كل ذلك لن تجده يا صديقي القاريء في ألعاب هذا الجيل التي تعامل اللاعب كالطفل الذي تمسك بيده و ترشده لطريقه بينما تلك اللعبة و غيرها من الالعاب الكلاسيكية تعاملك كشخص ناضج بحيث تقذفك في وسط الجحيم و تعطيك عنصر التحدي و الاستكشاف، هذا جانب في الجنون في تصميم المراحل، الجانب الأخر هو إضافة لعنصر الاستكشاف الموجود في اللعبة، اللعبة وصلت لدرجة العبقرية في تصميم عدد المراحل بطريقة رائعة، فـ سوف تجد الكثير من الاماكن تحت البحار و في أعالي المرتفعات و بين البراكين و الكثير من المتاهات التي فعلاً تجعلك في حالة توهان، الطريقة التي يتم تصميم عدد من الاماكن يوجد بها لمسات عجيبة فـ اللعبة ليست واقعية تماماً في أحداثها لذلك سوف تجد بعض الأمور الغريبة الأطوار، كنيسة مسكونة، حديقة مقلوبة رأساً على عقب،مدينة مليئة بالنيران المستعرة، و المتاهات الكثير من المتاهات سواء على هيئة كهوف أو سلالم أو في قاع المياه، لكن يحتم أن أذكر ملاحظة سلبية صغيرة هي المكافأة التي تحصل عليها عندما تستشكف اماكن سرية عبارة عن مجوهرات و كنوز بمثابة المال الذي تستفيد منه في شراء معدات جديدة قبل بداية كل مهمة، تمنيت أن تكون المكافأة أكبر من ذلك.

أروع لعبة في تصميم المراحل

اللعبة لسيت من النوع التي تركز على القصة كثيراً، فـ هي تستعرض شخصية اللص "جاريت" الذي يتلقى عدد من طلبات سرقات مقتنيات ثمينة، لكن رغم ذلك اللعبة اهتمت بصنع عالمها الخاص الذي تتنازع فيه المنظمات الدينية في حقبة الثورة الصناعية في العصور الوسطى، لكن رغم ذلك ايضاً يوجود تسلسل معين لكل مهمة سرقة يرويها "جاريت" بأسلوبه المليء بالتهكم، فـ الجيد في هذه الشخصية أنه ليس من النوع الصامت بحيث في بعض اللحظات سوف تجده يطلق بعض التعليقات الساخرة، عالم اللعبة فاجئني كثيراً حيث كنت اعتقد أنه يملك حدود واقعية، لكن اللعبة سوف تصدمك بمراحل يوجود بها مخلوقات عجيبة مثل "الزومبي" و اشباح و سحرة و غيرهم، لذلك اللعبة فاجئتني مرة أخرى انها تحتوي على العديد من المراحل ذات الطابع المرعب، و هذا هو المذهل في اللعبة أنها لا يتم عرض مراحلها برتم واحد بل تتنوع و بعضها حتى لا يوجد بها هدف لسرقته لكنه يحمل عناصر نجاة أكثر و لا أنسى يوجد ثمة ألغاز مختلفة.

الخلاصة:

لعبة Thief: The Dark Project قبل أن ألعبها كنت اعتقد انها لعبة سرقة و تسلل، لكن اللعبة احتوت على أروع تصميم للمراحل و مهمات السرقة تحتاج للذكاء و يوجد بها الكثير من المراوغه، و أسلوب التحكم يمنح كل ما تريده حتى تنهي اللعبة بخلسة، و بأسلوب بسيط و واقعي بعيد عن المبالغة الموجودة في ألعاب هذا الجيل، اللعبة بلا شك اعطتني شعور أن العاب التسلل في هذا الجيل لا تستحق أن يطلق عليها هذا الأسم لأنها لا تطبق كلمة تسلل بحذافيره، على عكس لعبة Thief: The Dark Project التي اعتقد أنها احد اروع ما لعبت من هذا النوع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق