ياااااااااااااه، يا لها من ليلة، البارحة في اليوم الذي سوف اتذكره كثيراً 24 مايو، اليوم الذي حقق ريال مدريد الحلم و اللقب العاشر الغائب عن خزائن الفريق من 12 عاماً، ريال مدريد في ليلة امس اعلن تسيده المطلق و زعامته الشاملة لكل اوروبا، ريال مدريد في يوم 24 جعله يحلق بعيداً عن اي فريق في أوروبا، و حتى جعل مجرد محاولة الوصول لعراقة و كبرياء و مجد الملكي أمر صعب مجرد التفكير فيه.
حينما افتتحت هذه المدونة و قررت الكتابة عن كرة القدم أو بالأحرى عن مباريات ريال مدريد في 2009 قبل 5 سنوات تقريباً، في كل تدوينة اكتبها عن ريال مدريد يلوح أمامي حلم اللقب العاشر، و اتسائل كيف هي الوضعية و الوقت و الزمان و أنا اكتب تدوينة حصول ريال مدريد على اللقب العاشر؟ و هل هي ممكنه حقاً ؟
لأكون صريح مع كل بطولة اوروبيه يخرج ريال مدريد منها أكاد اجزم أن حلم العاشرة صعب المنال و ربما سوف تذبل هذه المدونة نهائياً و أنا احلم باللقب العاشر، خصوصاً خلال حقبة مورينهو التي اقترب كثيراً من هذا الحلم لكننا اصطدمنا بعمالقة كبار و شاهدت فارق المستوى الكبير لريال مدريد، و خلال هذه العام لم اتوقع ابداً أن انشلوتي هو الفارس الذي سوف ينتزع تلك الكأس اللعينة من براثن حصون أوروبا، هزيمة بايرن مينوينخ بمستوى عظيم و روح خارقة و فكر تكتيكي عالي جعلني اشعر فعلياً انني كنت مخطيء بشأن فقدان حلم العاشرة، و ان فعلاً لا يوجد مستحيل.
حتى عند وصول ريال مدريد للنهائي أمام اتلتيكو مدريد كنت متشائماً بشدة و اشعر أن ريال مدريد ممكن في تلك المباراة و في اي لحظة سوف يفقد سيطرته لأي ظرف كان، أما طرد أو اصابه أو خطأ تحكيمي، و زاد تشائمي أكثر حينما دخل ريال مدريد الملعب بتشكيله عجيبة بوجود خضيرة، الفريق بدأ المباراة بشكل مختلف و كأنه جسم فقد أحد اعضائه، و بالفعل إيقاف ألونسو شعرت بقيمته العالية و كيف أنه يعتبر المحرك الرئيسي للفريق و عدم مشاركته جعلت الفريق يبدو بشكل قبيح، و على جانب اخر زاد تشائمي اكثر حينما الثلاثي الـ BBC في الشوط الأول قدموا مستوى باهت و خصوصاً رونالدو و بنزيما العائدان من أصابه و كذلك بيل.
الفريق فعلاً شكله و هيئته مختلفه عما عرفته، و أكد ذلك شعوري حينما ارتكب كاسياس خطأ ساذج جعلني اتسائل هذا هذا كاسياس أم شبحه؟ هدف اتلتيكو مدريد جعلني افقد الأمل خصوصاً مع المحاولات الخجولة على المرمى و تقدم الزمن و الضغط يزداد أكثر على اللاعبين في ظل تكدس لاعبي الخصم في منطقتهم.
ظروف كثيرة في هذه المباراة جلعتني أفقد الأمل، و حينما يشعر الفريق باليأس علاجه الوحيد هو أن تضخ في جسدك الروح الملكية الخالصة، و لحسن الحظ لدينا ملك من طراز نادر، سيرجيو راموس يالك من أسطورة!
راموس يؤكد مراراً و تكراراً في المباراة السابقة أمام الفريق البافاري و هذه المباراة ايضاً أن مع العزيمة و الاصرار و الروح العالية تحطم كل مستحيل و تجتاز كل الصعاب، هدف راموس لطالما سوف ينحت في ذاكرتي ما حييت، حيث انني في هذه المباراه شجعت ريال مدريد كما لم اشجع من قبل، و بالكاد انني تمالكت دموعي حينما عداد الوقت وصل لذروته و انا ارى رقم عشرة يتلاشى امام بصري، لكن راموس يرتقى برأسه الذهبي المرصع بالتاج الخالص و يقذف الكرة في المرمى، يااااااه من شعور جنوني رائع، كدت ان افقد عقلي و انا اشاهد هذا الهدف، و انا ارى الرقم عشرة يعود من جديد و أن الحلم لم ينتهي بعد، و المعركة لم تحسم الآن، ليس الآن يا اتليتكو يا ابناء سيميوني! ليس الآن بعد كل هذه السنوات انتم من تعدمون حلمنا، انتم من كنا نلعب معكم في الدوري و ندخل في مرماكم الخمسة و الستة! ليس الآن!
الاشواط الاضافية جددت الأمل خصوصاً أن الفريق الخصم من الواضح تم انهاكه تماماً، اخيراً و لأول مرة ارى منصات التتويج و رقم عشرة حقيقة و ليس خيال أو وهم، هدف بيل ثم مارسيلو ثم رونالدو، بووووم، العاشرة وصلت! الكأس الملعونه اخيراً تم سحبها من اذنها!
الفوز بهذا اللقب ليس مثل شعور اي فريق اوروبي يحصد اللقب، لماذا؟ لأنه ريال مدريد يحصل على اللقب العاشر؟ هل تعرف ماذا يعني عشرة القاب؟ احتكار الماضي و الحاضر و جعل فرصة منافسة ريال مدريد في مجده و بطولاته صفر، المباراة بشكل عام كانت غريبة بظروفها و انشلوتي اخطأ بالتشكيلة التي بدأها، و ربما لو اي فريق اخر لديه دكة بدلاء قوية لحدث لنا امر لا نتمناه.
راموس راموس راموس، بالنسبة لي هذا الاعب دخل رسمياً في قائمة اساطير ريال مدريد بجانب راؤول و جوتي و مورينتس و هيرو و زيدان و رونالدو و غيرهم، لاعب يشعرك بكمية العشق و الوفاء الذي يكنه للكيان الملكي، هدفه و إنقاذه للفريق سوف اتذكره طوال حياتي و سوف احكي به الاجيال القادمه عنه، اللاعب الرائع الثاني المظلوم هو دي ماريا، لاعب في كل مباراة يعطي 100% من مستواه و عطائه و لا يدخر جهداً لمساعدة الفريق، وجود رونالدو في قمة مستواه في الكثير من المباريات تحجب النظر عن الارجنتيني المسكين الذي لا يمل و لا يكل عن حرث الملعب، يكفي انه أكثر لاعب يصنع اهداف للفريق الملكي، لاعب يستحق تقدير خاص من قبل مشجعين ريال مدريد.
لا اعرف كيف انهي هذه التدوينة، كنت اعتقد الحصول على العاشرة تقلل الضغط او الاهتمام لتشجيع ريال مدريد لحصد القاب اخرى، لكنني ادركت ان الفوز بالعاشرة جعلتني اعشق هذا الفريق اكثر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق