Our sponsors

14 يوليو 2014

شكراً كأس العالم 2014



لا أعتبر نفسي مخضرماً في بطولات كأس العالم، أو ذلك الفيلسوف المزعج الذي يحتسي القهوة و ينفث دخان السجائر، و حمداً لله أنني لست كذلك، أول كأس عالم أشهده كان بطولة 2002 في كوريا الجنوبية و اليابان، و استطيع أقول منذ تلك البطولات التي تلت ذلك أن كأس عالم 2014 في البرازيل أفضل ما رأيت.

 أقول ذلك و هو كأس العالم الذي انشغلت كثيراً بالترم الصيفي و كنت اخطط أن لا أشاهد مباريات البطولة بشكل دوري بل في الحقيقة كنت اتوقع فشل البطولة بسبب غياب و إصابة عدد كبير من اللاعبين، بل أنني كنت أريد أن أخذ استراحة ملكية من كرة القدم بعد موسم ريال مدريد الرائع و تتويجه باللقب العاشر الأوروبي.

- البداية كانت مع مفاجئة البطولة الصاعقة بين بطل كأس العالم السابق اسبانيا و الوصيف هولندا، و كيف أن الأخير اكتسح اسبانيا بشكل لم يتخيله احد خصوصاً ان الاسبان احتلوا البطولات الاوروبية للاندية، كانت بمثابة مفاجئة عملاقة لا تتصور و تعجبت من انهيار جميع الاسماء اللامعة الاسبانية خصوصاً أخطاء كاسياس الفادحه و الذي يعتبر أحد أفضل حراس العالم.


- اخذتني النشوة بمشاهدة مباراة اليورجواي و كوستاريكا حينما فأجئنا الفريق الثاني بأداء و مستوى رائع توجه بالفوز الغير متوقع ضد الفريق المرشح أكثر.

- بعد ذلك مباراة إيطاليا و أنجلترا، و حيث كنت اظن انني سوف اشهد سيناريو فريق يسيطر على الفريق الأخر، لكن المباراة كانت ممتعة جداً، و أنا تفاجئت جداً من مستوى أنجلترا الكبير و خصوصاً أداء ستوريدج البطولي.

- و بما أنني اخترت تشجيع منتخب البوسنة و الهرسك، في الحقيقة من باب السخرية نوعاً ما إضافة لأنها دولة مسلمة، كذلك أن مجرد ذكر اسمها يذكرني بطفولتي حينما كنت انشد القصائد في الإذاعة المدرسية في الصف الابتدائي عن مجزرة صربيا ضد البوسنة، لكن  بغض النظر عن كل هذا الفريق قدم مستوى راقي في مباراته الأولى مع الأرجنتين، و من ثم مباراته الثانية مع نيجيريا و الذي خسر بسبب خطأ تحكيمي كارثي و اعتقد لو كان منتخب أخر لسمعنا ضجة كبيرة، و أخيراً أمام إيران حيث اثبتوا ان البوسنة ليس فريق من النوع الهزيل و اكتسحوا ابناء الشاه بثلاثية.

 أنا شخصياً تفاجئت من مستوى البوسنة الراقي و الثقة الكبرى التي يتمتع بها، لكن ما رفع ضغطي هو البرود الذي يلعب به و عدم قتاليتهم على الكرة، و لا أنسى المهاجم ديزكو الذي كان عالة على الفريق أمام نيجريا.


- اصبح مباريات كأس العالم مثل الوجبة التي لا استطيع ان استغنى عنها، فشهدت مبارايات رائعة جداً لم اتوقعها بهذا المستوى من الندية مثل مباراة الولايات المتحدة و غانا، و المكسيك و البرازيل، و هولندا و استراليا، و بالطبع رصاصة الرحمة لأسبانيا التي اطلقها الفريق التشيلي و اعلن في أولى مفاجآات البطولة بخروج بطل كأس العالم السابق بشكل مهين رغم انه حاز على استحساني و سعادتي.

- مباراة أنجلترا و اليورجواي كانت هي الأخرى من المباريات الفارقة في البطولة، في الكيفية التي أخرج بها هداف الدوري الانجليزي المجنون سواريز منتخب انجلترا، و هنا نحصد اسم ثاني فريق يودع البطولة و أنا في الحقيقة مع كل مباراة يلعب بها فريق تصب التشرشيحات عليه اشجع الفريق الخصم لأنني استمتع برؤية تحطم كبرياء تلك الفرق خصوصاً أنها تتوقع أن تاريخها و اسماء لاعبيها اللامعين كفيلة بإحراز الفوز.

- إيطاليا فريق متغطرس أخر يودع البطولة بعد أن فجرت كستاريكا مفاجئة عظيمة و كسبت قلوب الكثير و من ثم أجهز عليها اليورجواي في مباراة شهدت حادثة عض سواريز للمدافع الايطالي كليني و اتوقع انها سوف تصبح علامة فارقة يتذكرها الكثير حينما يذكر اسمع بطولة كأس العالم 2014 مثل حادثة نطحة زيدان، أنا كنت اتابع الاشواط الاضافية عن طريق الراديو بالسيارة و لا استطيع وصف شعوري حينما سمعت بخبر هدف اليورجواي و اقضاء ايطاليا، كنت سعيداً جداً.
- حادثة عض سواريز عجيبة جداً، بما أنها الثالثة و أنا مستغرب أي نوع من الحالات النفسية التي تنتاب سواريز؟ أم هل هو احد احفاد الكونت دراكولا؟ بالفعل يجب أن يتم تشخيص و دراسة حالة سواريز، رغم انني اتعاطف معه و اتمنى أن يتواجد في ريال مدريد ليسفك دماء دفاع برشلونة، لكن العقوبة كانت قاسية جداً بإيقافة 10 مباريات؟ و كأن الفيفا تريد أن تفرض عضلاتها أمام هذا اللاعب اللاتيني المسكين، هل لو لاعب اخر بأسم أكبر شهرة و شعبية فعل مثل فعلته سوف نجد عقوبة مثل تلك؟


- اعتقد بعد كل هذه المباريات اصبحت و بشكل غير متوقع مدمن على مشاهدة جميع المباريات مهما كانت مملة، لدرجة أنني نمت في ثلاثة مباريات ايران و نيجيريا و فرنسا و سويسرا و تشيلي و البرازيل، و ضميري يؤنبني إذا فوتت أحد المباريات بحيث اصبحت نشاط يومي روتيني لا استطيع ان استغني عنه و ربما هذه البطولة الكروية التي ادمن عليها بهذا الشكل.

- بلا شك هذه البطولة روعتها تكمن في خروج منتخبات بمستويات رائعة و شكلت ند قوي لمنتخبات كبيرة، بل في الحقيقة يمكنني القول أن جميع الفرق حتى التي خرجت مثل استراليا و كرواتيا و ايران قدمت مستويات كبيره، فمن الرائع اننا لا نجد فريق هزيل أو حصالة أهداف باستثناء اسبانيا و الهندوراس و البرتغال، جميع الفرق تقاتل للعب و الفوز و تحرج الفرق الكبرى، بحيث أن معادلة كرة القدم تغيرت كثيراً.

- المفاجئة التي لم اتوقعها هو المستوى العظيم لمنتخب الجزائر بداية من رباعيته أمام كوريا الجنوبية، رغم ان الفريق الكوري لم يكن بأفضل حالاته، ثم امكانيتهم التأهل من أمام اعين فابيو كابيلو، و اخيراً المباراة البطولية التي قدمها أمام ألمانيا و أنهكهم لدرجة أنهم بدأوا بالتخبط مثل الضربة الحرة المضحكة التي نفذها مولر، الجزائر ما فاجئني بها أنها تلعب بكل ثقة و لا يهمها الفريق الخصم سواء كان ألمانيا أو افغانستان، بحيث يبادر للهجوم و قدم لنا كرة جماعية بأسلوب أوروبي بعيداً عن العاهات و التمريرات المعوقة التي نعرفها للفرق العربية، الجزائر قدمت مباراة العمر أمام ألمانيا و كسبت احترام الجميع.


- ليس فقط الجزائر التي انهكت الفرق الكبرى، هنالك تشيلي أمام البرازيل، و سويسرا أمام الارجنتين، و المكسيك أمام هولندا، جميع تلك المباريات اعطتنا مثال ان الفرق في ميزان واحد و كلاً لديه الطموح و الاصرار للفوز لكن الخبرة دائماً لها الكلمة الاولى.

- كوستاريكا الحصان البنفسجي في هذه البطولة، تصدره لمجموعة الموت أمام ضحاياه أمثال انجلترا و إيطاليا و اليورجواي، و فقط يدخل عليه هدفين و لا يخسر ابداً من الاشواط الأضافيه، حيث خرج بشق الانفس أمام هولندا، و هي تعتبر اضعف مباريات الفريق الكوستاريكي، اعجبني طريقة لعبهم الجماعي و كأنهم قطعة لحم واحد تتحرك، انضباط تكتيكي هائل من الدفاع و فدائية الحارس نافاس، و في نفس هذه المباراة يظهر لنا ان الخبرة تغلب الصمود، فان غال و بتبديله للحارس في ركلات الترجيح يثبت عبقرية هائلة هذا الانسان.


- هولندا في الحقيقة هو ثاني لفريق مرشح الاكثر تكاملاً و متعة في مبارياته بعد ألمانيا، وجود روبن النفاثة إلى شنايدر قاذف الصواريخ يثير الاعجاب، بينما منتخب البرازيل و الارجنتين لا اعرف كيف وصلوا لتلك الادوار المتقدمة بسبب لعبهم الميت و الممل و انعدام الانضباط بحيث اشعر ان ذلك الفريقين يلعب على اجتهادات اللاعبين فقط للاسف ان لم يتم ركلهم مبكراً، ألمانيا تملك اسماء لامعة و فريق متكامل حرفياً يكفي ذكر اسم افضل حارس بالعالم نوير.

- اتذكر جيداً قبل بداية البطولة تعجبت كثيراً حينما اسمع انطباعات الناس على الانترنت أو شاشات التلفاز أن يصنفوا البرازيل مرشحاً قوياً لحصد اللقب، مجرد ما القيت نظرة على اسماء لاعبين الفريق لم أجد منهم اللاعب ذو الوزن الثقيل و الذي يحسم المباريات من لمسة امثال رونالدو و ريفالدو و رونالدينهو و غيرهم، و بالفعل الفريق واجه أول اختبار و كاد ان يسقط به امام المكسيك، و مع ذلك لازال هناك من يتأمل الكثير من هذ الفريق الذي لم يدفعه طويلاً لاقصى نفس هو جمهوره الجميل.

- المباراة التاريخيه بين ألمانيا و البرازيل و التي انتهت 7-1، وقت بداية المباراة هو وقت انتهاء محاضرتي لذلك لم املك وقت كافي حتى اصل للبيت و اشاهد المباراه (20 كيلو) لذلك توقفت عن اقرب مقهى و كان مزدحماً عن بكرة ابيه، عندما دخلت كانت النتيجة هدف لالمانيا، اخذت بطلب شوكلاته ساخنه و في هذا الوقت اتى الهدف الثاني، و حينما استلمت طلبي اتى الهدف الثالث، اخذت بضع دقائق ابحث عن مكان اجلس به و اتى الهدف الرابع، و حينما جلست اتى الهدف الخامس، شاهدت الشوط الاول في المقهى لكن الثاني في المنزل، في الحقيقة لم اتفاجيء من ان المانيا ستهزم البرازيل، و حتى و لو بنتيجه كبيره، لكن لم يتوقع احد قط هذا المستوى الهزيل من لاعبي البرازيل و السهولة المطلقه التي يصل بها كروس و رفاقه للمرمى و كأنه في حصة تدريبيه، النتجية كانت كبيرة جداً، و وصمة عار لتاريخ البرازيل اسياد كرة القدم، و رغم انني اتمنى فوز المانيا لكن تعاطفت بشدة من عمليات اغتصاب البرازيل و خصوصاً مع كل هدف الجماهير تنفجر بالنياحه، و ربما هذه اول مباراة اشاهدها في حياتي ارى اثرها و نتيجتها المباشرة تنعكس على شعب البرازيل المكلوم.


- لا اوفق احد إذا قال كأس العالم 2014 يوجد بها لاعب مميز و بارز، هذه البطولة كانت بطولة الحراس، حارس كوستاريكا نافاس، و حارس المكسيك اوتشوا، و حارس الولايات المتحدة تيم هاورد الذي حطم الرقم القياسي و تصدى لـ 16 كرة في مباراة واحده، جميع المباريات التي فازت بها الفرق لم تفز من مجهود لاعب واحد، إذا لديك كتلة جماعية تتحرك مع بعض إضافه للعزيمة و الاصرار، فالفوز من نصيبك، و لذلك الفرق الكبيرة ذات الأسماء الرنانه لم نشاهد منها سوى العار لأنها تلعب بشكل غير منظم و البعض يعتمد على الفرديه.


  
- لم أعرف في الحقيقة فازت الارجنتين على هولندا، كانت مباراة استبساليه دفاعيه بين الفريقين، لكنني لم اجد مبرر لنجوم هولندا للاختفاء بينما ميسي هو دائماً مختفي من الاساس، النهائي بين الارجنتين و المانيا، بلا شك الألمان لعبوا مونديال مقنع و مستويات الافضل بجانب هولندا، لذلك يحتم عليهم حصد اللقب خصوصاً ان حتى مستواهم في النهائي كان الافضل و حمداً لله العدالة انصفتهم، لاعبين مثل شفاينشتايجر و نوير و هوميلز بلعبهم الرجولي القتال يشعروك بالتعاطف معهم بالفوز بلا شك، و حتى قتالية الفريق ليس في هذا المونديال لكن منذ 2002 و المانيا تحارب لحصد الالقاب لكن الحظ دائماً يقف امامهم، لذلك فوزهم بهذه الكأس امر عادل و طبيعي و مستحق مئة بالمئة، أما الارجنتين فمن الجيد ان يحمدوا ربهم لما وصلوا له لانهم لا يستحقوه، مشاهدة ميسي و هو يتجول في الملعب امر مخزي في الوقت الذي يقاتل فيه زملائه و يقدموا ادوارهم المطلوبه.

ألف مبروك لألمانيا ابطال كأس العالم.


على السريع


أفضل لافته

أفضل لقطة على الجماهير

أفضل لاعب و حارس و مدافع

أفضل لاعب، جميع لاعبين كوستاريكا


شكراً كأس العالم 2014، لم اعتقد ادمن على مشاهدته بهذا الشكل رغم كل الأشغال و ضيق الوقت في رمضان، و هو الكأس الوحيد الذي شاهدته تحمست له كثيراً ربما لأنني لا اشجع احد، و بالفعل مشاهدة المباريات من دون التشجيع متعة مختلفة، خصوصاً حينما تلعب دورك بالشتيمة و السخرية من الفرق.

 اعتقد انني بالفعل بدأت افتقده كثيراً.

للمعلومية هذه التغريدة كتبتها قبل كأس العالم، و اشعر انني حصدت البطولة معهم!




0 التعليقات:

إرسال تعليق