فيلم أكشن عام 2015.
بعد حدوث كارثة نووية تقضي على أخر معالم الحضارة البشرية و تنقلها لفصل مليء بالهجمية و الجنون في عالم صحراوي قاحل لا يوجد به سوى البؤس و العنف و الجنون، و في أحد جوانب هذا العالم الترابي توجد مجوعة من البشرية يحكمها رجل يعرف بالخالد "جو" الذي يملك مصادر المياه و الأمل الوحيد للكثير من الناس، لكن تلك البقعة من الأرض مليئة بالسادية و الاستعباد، "ماكس" و هو شرطي سابق قبل حدوث الكارثة و يعاني من كوابيس فقد عائلته يقع تحت اسر تلك المجموعة، و هنا يبدأ يشق طريقه للنجاة.
بلا شك واحد من أفضل خمسة أفلام أكشن على الإطلاق، الاستقبال النقدي لهذا الفيلم لم يكن مبالغاً فيه فهو فيلم يقدم لك تعريف جديد للاكشن و يحرج الكثير من افلام الاكشن في الوقت الحاضر، المعجزة التي خلقها "جورج ميلر" مخرج الفيلم أن طوال أحداث الفيلم عبارة عن مطاردات بالسيارات في بيئة صحراوية فارغة، رغم نفس قالب الاحداث لكن في كل مرة يقدم صورة مختلفه من تلك المطاردات و يبهرك بطريقة تقديمها و المشاهد العجيبة المبهرة بصرياً، بالفعل واحد من الافلام القليلة خلال اخر السنوات بل ربما الفيلم الوحيد الذي يرغمك تجلس مؤخرتك و لا ترمش لحظة واحدة حتى لا تفوت اي مشهد اكشن جنوني، لا استطيع أفضل مشهد اكشن واحد عن غيره الفيلم كحزمة واحدة لا يوجد به مشهد قتالي سيء، المعارك و المطاردات تحبس الانفاس و مقدمة بصورة جديدة، و بعيداً عن الاكشن اعجبني أكثر أن طريقة التصوير تجاوزت أن تقدم مشاهد جميلة من زوايا ذكية، و كأن تلك المشاهد تستطيع أن تجعلها صورة حائط مميزة، نجح المخرج في ان يحول العالم الصحرواي القذر أن يضيف له الكثير من الحياة و الجمال بأن لا يجعل ثمة لون واحد طاغي في الفيلم.
أعجبني أن المخرج طلع بهويته الخاصة في هذا الفيلم، فالفيلم مميز سواء في طريقة تصوير العالم او تصميم المركبات أو طقوس الأعداء و الاهم شخصياته الجنونيه المميزة، طبعاً أنا اعني بالغالب الشخصيات الشريرة، رغم خيبة املي على شخصية الشرير "جو" الذي تم تقديمه في البداية بشكل مميز لكن بعد ذلك لم يصبح به شيء يميزه و لم يملك الكثير من الكاريزما عدا تصميم هيئته العجيبة، حيث اصبحت الشخصية مثل غيره من "أولاد الحرب" فهو يتقدم في المعارك و لا اتذكر له مشهد يعلق في الذاكرة، على عكس شخصية الشرير "The Bullet Farmer" الذي كان له مشهد جنوني رائع، و لا أنسى الشخصية الاسطوريه الذي يعزف الجيتار، تعريف جنوني لكيف ان تحاول تخلق شيء جديد و يضيف روح رائعة للفيلم، بينما شخصية "ماكس" تمنيت لو ان "توم هاردي" لم يتكلم قط، لأنه يثير الضجر ليس فقط في هذا الفيلم بل في افلام اخرى الذي يحاول فيها تغيير صوته بشكل سيء جداً، حتى بعض الكلمات القليلة التي قالها اختيارها كان سيء جداً و لا تتناسب مع شخصية "ماكس"، و رغم روعة أخراج مشاهد الاكشن لن تنتبه أن شخصية "ماكس" لم يكن مركز أحداث الفيلم، شخصية "فيريوسا" تعتبر شخصية محورية في الفيلم رغم انني توقعت أن تكون ايقونية أكثر، لكن تظل تقمص "تشارلز ثيرون" لها بارع، شخصيات الـVuvalini التي ظهرت في نهاية الفيلم اعجبوني جداً خصوصاً في مشاهد القتال و قدموا اضافه جيده للفيلم. القصة بشكل عام محبطة لأنها سارت على نفس نهج الافلام السابقة لدرجة الكثير من المشاهد تنبأت بها و بسهولة، و لعل اكثر شيء اثار استيائي في جانب القصة هو شخصيات الزوجات اللاتي رغم كثرتهن لكن من غير المنطقي ان لا يتم زجهم في المعارك او يكون لها دور في القتال، حتى انني اتذكر ثمة مشهد العدو يبرح ماكس ضرباً و احدهن تقف خلفه لا تحرك ساكناً، في الحقيقة اضافة تلك الشخصيات غير موفق.
بشكل عام الفيلم من النوعية التي لا تتكرر إلا مرة في عشرة سنوات، مشاهد أكشن مجنونة و تحبس الانفاس و بعيده عن الصورة النمطية التي تكررها اي افلام اخرى، طريقة تقديم تلك المشاهد في قالب جديد تماماً، الروعة في هذا الفيلم أن لا يوجد به مشهد لحشو احداث الفيلم، بل أن الفيلم ينطلق مثل القطار السريع و في مسار واحد و لا يتوقف إلا على النهاية، بالفعل الفيلم لا يجعلك تلتقط انفاسك و مبهر جداً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق