لست مغرماً بهذا النوع من الألعاب لكن "الكهف" أو The Cave واحدة من الألعاب التي كنت انتظرها بحماس للاصدار خلال هذا العام، ثمة سبب وحيد يجعلني بهذا الشغف بها هو بأنها من عمل المطور القدير "رون جلبرت" الذي اخرج لنا تحفته الكلاسيكيه Monkey Island، و كنت في شوق لعل أجد اي روح من تلك السلسلة المشهورة قابعه داخل "الكهف" .
هي لعبة مغامرات و الغاز من تطوير Double Fine و نشر Sega حيث صدرت في بداية 2013 , و نالت على معدل مراجعات 72% طبقاً لموقع Metacritic ، موقع Gamespot منح اللعبة تقييم 7 من 10 ، بينما موقع IGN اعطى اللعب تقييم 7,9 من 10 , يقول "رون جلبرت" أن فكرة هذه اللعبة كانت لديه منذ 20 عام ينتظر اللحظة المناسبة لاطلاق اللعبة .
نبذة :
فارس, معتوه, راهب, ، مغامرة،عالمة, طفلين يتيمين, فتاة من المستقبل، سبعة أشخاص يجدوا انفسهم في متاهة من الانفاق و عالم مظلم , حيث يحتم عليهم شق الطريق و الانطلاق في مغامرة خطيرة و كلاً لديه رغباته العميقه التي يسمو لها , مثلاً الفارس الذي يريد البحث عن كنز ثمين , و المعتوه حلمه الوصول لعشيقته , و جميعهم لا يعرفوا انهم قادمون إلى الكهف الذي يبدو سعيداً بإغوائهم للوصول لكشف الجانب المظلم من شخصياتهم .
ما هي اعمق رغباتهم المظلمة ؟ |
منذ فترة طويلة لم أجرب هذا النوع من الألعاب أو في الحقيقة لم أكن يوماً معجباً بألعاب الـ 2D أو الثنائية الأبعاد، لكن رأيي اختلف كثيراً منذ أن جربت هذه اللعبة و انها مثلها كبقية أصناف الالعاب التي سوف تجد بها متعة بنكهة مختلفة، و ما اعنيه بالنكهة المختلفة أنها العاب مع ما توفره من متعة و تسلية إلا أنها لا تشد من أعصابك أو تختبر صبرك بل أنك تلعبها بكل استرخاء و هدوء و إذا ما توقفت في طريق مسدود يمكنك إغلاق اللعبة و إيجاد مخرج في اليوم التالي، لعبة The Cave متأكد أنها ليست اللعبة المثالية لها النوع كوني كشخص مبتدأ وجدت عدد من السلبيات الواضحة في اللعبة، حسناً، فكرة كونك لديك 7 شخصيات لتختارها و تلعب ثلاثة منهم في آن واحد فكرة جيدة في المضمون لكنها سيئة في التطبيق، قبل أن ابدأ في اللعبة كنت اتسائل عن آلية التحكم في ثلاثة شخصيات في وقت واحد، في الحقيقة "رون جلبرت" لم يوفق في اختيار الاسلوب المناسب في التحكم بالشخصيات، ما أقصده أن من المضجر يحتم عليك التحكم في كل شخصية على حدا لأن احياناً تريد الجميع يسير مع بعض لكنك لا تملك الخيار في ذلك بل يجب عليك تحريك كل شخصيه لوحده، كان من الأفضل يكون هناك خيار لأمر الشخصية للتوقف أو لمتابعتك اينما كنت، قد يكون خلف ذلك سبب هو أن العديد من الألغاز تحتاج لتعاون ثلاثة شخصيات مع بعض، لكن هذا ليس سبب مقنع بأن تجعلني في كل مرة انجز لغز ما اسحب الشخصيات المنتشرين في شتى بقاع الكهف و استغرق وقت لا طائل منه في سحبهم هنا و هناك، هذا الأمر في الحقيقة واحدة من السلبيات التي استقبلتني بها اللعبة و ابطأت من رتم اللعبة كثيراً و المؤسف أكثر أن اللعبة لا يتوفر بها طور تعاوني Co-op ، السلبية الأخرى -و اعذروني على طرح السلبيات في البداية- أن الكهف لم يكن يملك ذلك التحدي الكبير للشخصيات بل أن اللعبة بأكملها كان من المفترض أن تستخدم اساليب مختلفة من العقبات و لا تحصرها فقط في حل ألغاز مختلفة، فكل ما تفعله في اللعبة هو التنقل من ذاكرة شخصية لأخرى لحل عدد من الألغاز دون أن تواجهة أي عقبات سواء إذا كانت عقبات في مواجهة نوع من الاعداء أو تجاوز بعض الفخاخ، و هذا ما ناقض طبيعة الكهف الخطرة و التي أصبحت أكثر هدوء و بساطة، أخر سلبية هو ما وفرته اللعبة لكل شخصية يملك قدرة مختلفة مثلاً شخصية "العالمة" تستطيع اختراق الاجهزة و البوابات الالكترونية و شخصية "المعتوه" يستطيع ان يغوص تحت الماء لوقت أطول، جميع تلك القدرات التي تملكها الشخصيات لم تكن ذات أثر ذا مدى بعيد أو فائدة كبرى و بعضها قدرات تبدو انها صممت من أجل ألغاز بعينها و ليس من أجل استخدامها في اي وقت و مكان و بعضها لن تستخدمها بتاتاً طوال اللعبة و هذا ما يجعلني أعود لأقول لو أن هناك أعداء أو تحديات أخرى باستثناء الالغاز لكان الأمر مختلفاً و لربما لـ "رون جلبرت" فلسفة معينة وراء ذلك.
تلك عقبة سهلة |
ما أعجبني في اللعبة هو أنك لن تتوقف عن مواجهة شخصيات غريبة الأطوار أو الانتقال لأماكن متعددة بحيث نوعاً ما اللعبة تبقيك شاخص البصر إضافة لتعليقات شخصية "الكهف" و الذي لا يتوقف عن ابداء الملاحظات عن كل ما تفعله بأسلوب ساخر لم يصل لأعلى درجات سخرية "رون جلبرت" المعروفة، ما يجب أن اشيد به بشدة و ربما أفضل ما في اللعبة هو العوالم و تصميم الأماكن الراقي التي تزورها من كل شخصية و التي تصور رغبات الشخصيات المظلمة فسوف تنتقل لبيئات تناسب الشخصيات التي تلعبها، مثلاً حينما تلعب بالتوأمين سوف يكونا في منزلهم الكئيب المظلم برفقة والديهما، أما إذا تلعب بشخصية "المغامرة" سوف تكون في أماكن أثرية مرعبة، تصميم تلك الاماكن كان مذهلاً و ممتعاً و ربطه مع الشخصيات التي تلعبها مميزاً جداً، لدرجة انني لعبت اللعبة ثلاثة مرات لاستكشاف تلك الاماكن و تجربة كل الشخصيات و هذا من حسن حظي لأنني لم استشعر هذا الاحساس إلا بعد التجربة الثانية فـ بعض الأماكن عادية و بعضها رائع و لعلي أذكر منها موقع "العالمة" و "الطفلين اليتيمين" و لا انسى افضلهم على الأطلاق موقع شخصية "الفتاة من المستقبل" و الذي كان رائعاً و ذكياً الطريقة التي تنتقل بالمستقبل و الحاضر لتغيير القدر، لكن السيء في هذا أن بعض الألغاز و الأماكن مشتركه لكل الشخصيات و هذا بطبيعة الحال يجلب عليك الملل إذا تريد لعبها أكثر من مرة و هذا ما انصح به، لأنك لن تستطيع تكوين رأيك العام عن اللعبة إلا إذا اخترت تقريباً جميع الشخصيات، على جانب الألغاز فبعضها سهل يتطلب منك البحث عن بعض الادوات أو القطع لتركيبها و بعضها في الواقع يملك نوعاً من الذكاء مثلما سوف تواجه في شخصية "الراهب" لكنها على كل حال ممتعة .
رحلة موفقة برفقة هؤلاء الصبية المرعبين |
الخلاصة
لعبة The Cave لم تكن التجربة المتكاملة التي اطمح لها من قبل "رون جلبرت" لكنها في جانب اخر ليست تلك اللعبة السيئة و التي يجب عليك الهروب منها، كمية متعة في خوض المغامرات مع الشخصيات و الانتقال في امكان ذات تصميم جميل مع الغاز ليست صعبة أو سهلة لكن في الجانب الأخر هناك بعض العقبات التي لم اتمنى ان اراها مثل الطريقة التي تتحكم في الشخصيات الثلاثة إضافة إلى أن الكهف لم يحتوي على تحديات عديدة، لكن على اية حال يبدو أن هذه اللعبة سوف تكون بوابتي لتجربة ألعاب مثيله لها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق